وهكذا فإن مجمل الأحاديث الواردة في الكتاب تدل على أن الشعر وقوله في الاسلام من الأمور المباحة التي لا خلاف في إباحتها ، ويطلب فيه ما يطلب في الكلام من انضباط بما قرره الميزان الصحيح من الصيانة والرعاية والحق والخير والجمال ، فإذا دعت إليه الحاجة توجب اللجوء إليه أو صار مستحبا تبعا لأهميته ولمقدار هذه الحاجة ، فإذا أعقب ضررا امتنع وجر إثما على صاحبه يتناسب مع ذلك الضرر ، فليس هناك إذا تضارب في تقسيم المؤلف الكتاب إلى بابين في مدح الشعر وذمه ، لان هذا المدح والذم أتيا مقيدين بمعنى أنهما لأنواع مخصوصة بكل منهما ، والله ولي التوفيق .
المحقق