responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جزء أحاديث الشعر نویسنده : عبد الغني المقدسي    جلد : 1  صفحه : 15


لأنه يتقوى بها على الطاعة ، فإذا كان هذا الهدف من ورائه استعانته بالشعر فقد وجد ذلك من صميم الشرع الحنيف .
وقد طالب هذا الشرع _ بعد أن أقر الشاعر على مبدأ كونه شاعرا _ الشاعر أن يكون ملتزما بتلك الشروط الأولى التي وضع أسسها من خلال تلك الأحاديث الشريفة بله الالتزام بكل من يمت إلى تلك الشروط بصلة أو ما يتفرع منها ، أو يتفق مع القواعد العامة للشريعة ولا يخالفها .
وبسبب من وضوح الرؤية لدى الفرد المسلم وشمولها في كل الميادين الحياتية كان من تحصيل الحاصل أن يكون تعبيره عما يعتلج في نفسه أشد ما يكون وضوحا وجلاء ، وأن يدعم هذا التعبير بكل ما من شأنه أن يوصل سامعه إلى هدفه وإبلاغه رسالته التي حملها ليؤديها حق الأعداء وأصدقه ، ومن هنا كانوا يتمثلون بالشعر ، ويحلون كلامهم بكل جميل جلي من التعبير والبيان ، لتكون صورهم مقنعة لا شائبة فيها ولا زغل .
أما تحرجهم من قول الشعر فهو أولا بسبب ما كان من بغض رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث به للأسباب الطويلة التي مر بنا ذكرها ، وبسبب الحذر الذي يحيط به خوفا من الوغول فيه إلى مدى لا رجعة فيه ، ولوجود بديله الذي يرتبط بحياة المسلم ارتباطا وثيقا ألا وهو كتاب الله الذي لا ريب فيه ، وهو ما دعا لبيدا _ وكان من فحول الشعراء _ إلى ترك الشعر والاعتصام به ملاذا امنا .
وكون الشعر أبغض الحديث إليه صلى الله عليه وسلم لا يعني منعه إطلاقا ، بل يعني فقط أن نفسه تعافه دون إلزام المسلمين ببغضه ، ويدل على ذلك موقفه من إنشاده وتمثله به وغير ذلك مما يدخل في الإطار الذي ذكرناه والذي رسمه الله ورسوله .

نام کتاب : جزء أحاديث الشعر نویسنده : عبد الغني المقدسي    جلد : 1  صفحه : 15
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست