فإن غالط مغالط وقال : لماذا لا نقول : يضحك لا كضحكنا وينسى لا كنسياننا ويمل لا كمللنا ؟ ! ! !
قلنا له : قولك لا كضحكنا ولا كنسياننا ولاكمللنا لن يفيدك البتة ولن ينفي عنك التشبيه ! ! لان هذا دال على النقص أولا ! ! وقولك " بلا كيف " أو " يليق بجلاله " عقبه وبعده غير مفهوم بالعربية إلا بالتأويل وأنت تقول ب " أن الله تعالى لا يخاطبنا بما لا نفهم " ونحن لا نفهم الضحك الذي تطلقه حقيقة على الله تعالى إلا بالقهقهة أو الانفعال والتبسم والعرب لا تفهم إلا ذلك ! ! إلا إذا أولت ذلك بالرحمة كما أولها الامام البخاري ( 2 ) اتباعا للسان العربي ! !
فقول المشبه والمجسم يضحك لا كضحكنا كما نقول سميع لا كسمعنا وبصير لا كبصرنا تمويه لن يجديه شيئا ! ! لان المراد بقولنا يسمع سبحانه لا كسمعنا : أن نثبت لله تعالى السمع ثم ننزهه عن آلة السمع وهي الاذن وعن الأعضاء والصورة والجوارح وغير ذلك ، فيتصور وجود صفة السمع بلا آلة ثم يفوض علم ذلك إلى الله تعالى بعد الايمان .