نام کتاب : تصحيفات المحدثين نویسنده : حسن العسكري جلد : 0 صفحه : 18
فقد روى العسكري عقبه كلمة أبي عبيدة معمر بن المثنى قال : ما كنا نفقد في كل يوم راكبا من ناحية بني أمية ينيخ على باب قتادة يسأله عن خبر أو نسب أو شعر . وكان قتادة أجمع الناس . ومن مشهور أمثلة التصحيف ما يذكر في كتب علوم الحديث ، أن ابن لهيعة روى أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم في المسجد ، وصوابه : ( احتجر في المسجد ) فبين الإمام مسلم رحمه الله أن سبب تصحيف ابن لهيعة أخذه هذا الحديث عن كتاب دون سماعه من الشيخ أو قراءة عليه . وهذا كلام مسلم بطوله من كتابه ( التمييز [1] ) : ( ومن فاحش الوهم لابن لهيعة : حدثنا زهير بن حرب ، حدثنا إسحاق ابن عيسى ، حدثنا ابن لهيعة ، قال : كتب إلي موسى بن عقبة يقول : حدثني بسر بن سعيد ، عن زيد بن ثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم في المسجد . قلت لابن لهيعة : مسجد بيته ؟ ! قال : مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم . قال مسلم : وهذه رواية فاسدة من كل جهة ، فاحش خطؤها في المتن والإسناد جميعا ، وابن لهيعة المصحف في متنه المغفل في إسناده ، وإنما الحديث ( أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجر في المسجد بخوصة أو حصير يصلي فيها ) وسنذكر صحة الرواية في ذلك إن شاء الله . ثم روى من طريق وهيب ، عن موسى بن عقبة ، وغندر ، عن عبد الله ابن سعيد ، - كلاهما - عن سالم أبي النضر ، عن بسر بن سعيد ، عن زيد بن ثابت ، نحوه ، ثم قال : الرواية الصحيحة في هذا الحديث ما ذكرنا عن وهيب ، وذكرنا عن عبد الله بن سعيد ، عن أبي النضر . وابن لهيعة إنما وقع في الخطأ في هذه الرواية أنه أخذ الحديث من كتاب موسى بن عقبة إليه فيما ذكر ، وهي الآفة التي نخشى على من أخذ الحديث من الكتب من غير سماع من