الأمثال مثل القرآن ، وإني بينا أنا نائم إذ أتاني ملكان فقام أحدهما عند رأسي وقام الآخر عند رجلي ، فقال الذي عند رأسي : اضرب مثلا . فقال الذي عند رجلي بل اضرب مثلا وأنا أفسره فقال الذي عند رأسي - وأهوى إلي - لتنم عينك ولتسمع أذنك وليع قلبك . قال : فكنت كذلك . أما الأذن فتسمع وأما القلب فيعي وأما العين فتنام . قال فضرب مثلا فقال : بركة فيها شجرة نابتة وفي الشجرة غصن خارج ، فجاء ضارب فضرب الشجرة فوقع الغصن ووقع معه ورق كثير ، كل ذلك في البركة لم يعدها ، ثم ضرب الثانية فوقع كثير ، وكل ذلك في البركة لم يعدها ، ثم ضرب الثالثة فوقع ورق كثير ، لا أدري ما وقع فيها أكثر أو ما خرج منها . قال ففسر الذي عند رجلي فقال : أما البركة فهي الجنة ، وأما الشجرة فهي الأمة ، وأما الغصن فهو النبي ( ص ) ، وأما الضارب فملك الموت . ضرب الضربة الأولى في القرن الأول فوقع النبي ( ص ) وأهل طبقته ، وضرب الثانية في القرن الثاني فوقع كل ذلك في الجنة ثم ضرب الثالثة في القرن الثالث فلا أدري ما وقع فيها أكثر أو ما خرج منها ) . ( 7 ) - حدثنا محمد بن الحسن بن سماعة الحضرمي ثنا أبو نعيم الفضل بن دكين ثنا بشير - يعني ابن مهاجر الغنوي - حدثني عبد الله بن بريدة عن أبيه قال : خرج النبي ( ص ) ذات يوم فنادى ثلاث مرات ، أيها الناس ! إنما مثلي ومثلكم مثل قوم خافوا عدوا أن يأتيهم فبعثوا رجلا يتربأ لهم ، فبينما هو كذلك إذ أبصر العدو فأقبل لينذر قومه ، فخشي أن يدركه العدو قبل أن ينذر قومه ، فأهوى بثوبه أيها الناس ! أتيتم ! ثلاث مرات . قال أبو محمد : يتربأ لهم ، هو أن يعلو شاهقا فيرقب العدو لينذر به ، واسمه الربيئة على مثال