( 65 ) - حدثني أبو عبد الله محمد بن خلف صالح التميمي ، وكان عابدا قال :
قال بكر العابد :
" حججت فلما صرت إلى خراب المدينة إذا بشخص شيخ حسن الهيئة ، طيب الريح ، شديد بياض الثياب ، فلما دنوت منه ، قال لي يا بكر قل . قلت : ما أقول ؟
قال : قل : يا عظيم العفو ، يا واسع المغفرة ، يا قريب الرحمة يا ذا الجلال والإكرام ، اجعلنا من أهل العافية في الدنيا والآخرة . ثم لم أره " .
( 66 ) - حدثني أبو عبد الله التيمي ، حدثني شريح ، حدثني جليس كان لبكر بن محمد قال : قال لي بكر :
" دعوت الله عز وجل في ليلة جمعة فأكثرت ، وكنت أقول : اللهم ارزقني غدا إذا توجهت إلى المسجد الجامع رجلا أنتفع بصحبته ، فخرجت أريد المسجد ، فلم يصحبني أحد ، حتى إذا صرت إلى الجدارين ، إذا شيخ ما أدري كيف أصف حسن وجهه ، أو حسن بياضه ، أو طيب ريحه ، فدنوت منه فقلت : يا هذا أي شئ خير ؟
فتبسم في وجهي وقال : طوبى لمن طال عمره ، وحسن عمله ، ثم مر يماشيني ما أكلمه ، ولا يكلمني ، فلما صرنا في رحبة المسجد ، والناس يزدحمون على أبواب المسجد ، قال بيده فأدارني فقال : اعلم أن الله على كل شئ قدير ، وأن الله قد أحاط بكل شئ علما ، قال : ثم لم أره " .
( 67 ) - حدثني أبو عبد الله التيمي ، حدثني شريح قال : سمعت يحيى بن بليق الجمال وهو مولى لبني وديعة بن عبد الله بن لؤي قال :
" كنا بطريق مكة فأصابنا عطش شديد ، قال : فشرينا في دليلا يخرج بنا إلى موضع ذكر لنا أن فيه ماء ، فبينا نحن نسير نبادر الماء بعد طلوع الفجر ، إذا صوت نسمعه وهو