دعا ربه عز وجل لي بطول البقاء ، وأسكنني هذا الجبل على نزوله من السماء ، فيكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ويتبرأ مما فعله النصارى ، ما فعل النبي ؟ قلنا : قبض ، فبكى بكاء شديدا حتى خضب لحيته بالدموع . قال : من قام فيكم بعده ؟ قلنا أبو بكر .
قال : ما فعل ؟ قلنا قبض . قال : فمن قام فيكم بعده ؟ قلنا عمر . قال : فاقرؤه مني السلام . وقولوا له : يا عمر سدد وقارب ، فإن الأمر قد تقارب ، خصال إذا رأيتها في أمة محمد فالهرب الهرب ، إذا استغنى الرجال بالرجال ، والنساء بالنساء ، وكان الولد غيظا ، والمطر قيظا ، وزخرفت المساجد ، وزوقت المساجد ، وتعلم عالمهم ليأكل به دنياهم ، وخرج الغبي فقام له من هو خير منه ، وكان آكل الربا فيهم شرفاء ، والقتل فيهم عزا فالهرب الهرب .
قال : فكتب بها سعد إلى عمر ، فكتب عمر : صدقت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" في بيت الجبل وصي عيسى ابن مريم " ، فأقره مني السلام ، فأقام سعد بنفس المكان أربعين صباحا ينادي : يا برتملا ، فلا يجاب .
( 18 ) - حدثنا الصلت بن مسعود الجحدري ، ثنا حماد بن زيد ، ثنا عبيد الله بن يحيى ، عن أبي جعفر محمد بن علي قال :
" لما ظهر سعد على جلواز العراق بعث جعونة بن نضلة في الطلب ، قال : فأتينا على غار أو ثقب فحضرت الصلاة ، قال فأذنت فقلت : الله أكبر الله أكبر ، فأجابني مجيب من الجبل : هبرت هبيرا . قال : فاختبأت جزعا قال : فقلت : أشهد أن لا إله إلا الله . قال : أخلصت . فالتفت يمينا وشمالا فلم أر أحدا . قال : قلت : أشهد أن محمدا رسول الله . قال : نبي بعث . قلت : حي على الصلاة . قال : فريضة وضعت .
قلت : حي على الفلاح . قال : قد أفلح من أجابها استجاب لها كل ملك . يقول :