وخالف بين طرفي ردائه جعل اليمين على اليسار ، واليسار على اليمين ، ثم بسط يده فقال :
" اللهم إنا نستغفرك ، ونستسقيك " .
قال : فما برح من مكانه حتى مطروا ، فبينا فم كذلك إذا أعراب قدموا المدينة فأتوا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقالوا : يا أمير المؤمنين بينا نحن بوادينا في يوم كذا وكذا ، في ساعة كذا وكذا إذ أظلنا غمام ، وسمعنا بها صوتا ينادي : " أتاك الغوث أبا حفص ، أتاك الغوث أبا حفص " .
( 17 ) - حدثني محمد بن عثمان العجلي ، حدثني سليمان بن أحمد ، حدثني محمد ابن حبيب الرملي ، عن ابن لهيعة ، عن مالك بن الأزهر ، عن نافع ، عن ابن عمر رضي الله عنهما أن عمر بعث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه على العراق ، فسار حتى إذا كان بجلواز أدركته صلاة العصر ، وهو في سفح جبلها ، فأمر مؤذنه نضلة فنادى بالآذان ، فقال : الله أكبر الله أكبر فأجابه مجيب من الجبل : كبرت يا نضلة كبيرا . قال أشهد أن لا إله إلا الله . قال : كلمة الإخلاص . قال : أشهد أن محمدا رسول الله . قال : بعث النبي . قال : حي على الصلاة . قال : البقاء لأنه محمد . قال :
حي على الفلاح . قال : كلمة مقولة . قال : الله أكبر الله . أكبر قال : كبرت كبيرا .
قال : لا إله إلا الله ، فانفلق الجبل فإذا شيخ أبيض الرأس واللحية ، هامته مثل الرحا فقال له : من أنت ؟ قال : أنا زريب بن برتملا ، وصي العبد الصالح عيسى ابن مريم ،