الذي بلغ من أمري حتى صرت إلى ما أرى ؟ قال : قلت : يا أخي لا تسألنا . فقال :
خلوا سبيله ، وأطلقوه من الحديد الذي هو فيه . قال : فقلت له : قد رأيت الذي لقينا منه ، وأخاف أن يذهب على وجهه . قال : لا والله لا يعود إليه إلى يوم القيامة فأطلقوه ، فأطلقناه فأقبل علي بعدما أطلقناه ، فقال : يا أخي ما كان من أمري حتى صرت إلى ما أرى . قلت : لا تسألني . قال : خلوا عنه . فقلت له : رحمك الله أحسنت إلينا ، ولكن بقي شئ أخبرني به . قال : ما هو ؟ قلت : إنك حين قلت لنا ما قلت نذرت إن الله عز وجل عافى أخي أن أحج ماشيا مزموما ؟ قال : والله إن هذا لشئ ما لنا به علم ، ولكن أدلك ، اهبط هذا الموضع - موضعا قد سماه - فأت البصرة فاسأل عن الحسن ابن أبي الحسن فاسأله عن هذا ، وانته إلى قوله فإنه رجل صالح . . . قال : فجئنا إلى باب الحسن فاستأذنت ، فخرجت الجارية ثم رجعت ، إليه فقالت : هذا أبو ياسين بالباب . قال : قولي له فليدخل ، فدخلت فإذا هو في غرفة أظنها من قصب ، وإذا في الغرفة سرير مرمول من شريط ، وإذا الحسن قاعد عليه ، فسلمت فرد علي السلام ، فقال : يا أبا ياسين إنما عهدي بك من ساعة ، فما حاجتك ؟ قلت : يا أبا سعيد معي غيري فأذن له ، قال : نعم ، فقال للخدم : ائذنوا له . قال : فدخل إليه فسلم ، ثم قعد معه فقلت له : أعد حديثك كما حدثتني ، فأخذ في أوله ، والحسن مستقبله حتى انتهى إلى قوله أئته فاسأله فإنه رجل صالح ، فبكى والله الحسن ، وقال : أما الزمام فمن طاعة الشيطان فلا تزم نفسك ، وكفر عن يمينك ، وأما المشي فامش إلى بيت الله عز وجل ، وأوف بنذرك " .
( 164 ) - حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، ثنا أبو أسامة عن إسماعيل بن أبي خالد ، ثنا أبو إسحاق : قال :
" خرج زيد بن ثابت إلى حائط له فسمع فيه جلبة ، فقال : ما هذا ؟ قال : ما هذا ؟ قال : رجل من الجن ، أصابتنا السنة ، فأردنا أن نصيب من ثماركم ، أفتطيبونه ؟
قال : نعم ، ثم خرج الليلة الثانية فسمع فيه أيضا جلبة ، فقال : ما هذا ؟ قال : رجل من الجن ، أصابتنا السنة ، فأردنا أن نصيب من ثماركم ، أفتطيبونه ؟ قال : نعم . فقال له