أبي ياسين قال :
" كنا مع الحسن قعودا في المسجد ، فقام فانصرف إلى أهله ، وقعدنا بعده نتحدث في مشيخة من أصحابه . قال : فدخل بدوي من بعض أعراب بني سليم المسجد ، فجعل يسأل من يدلني على الحسن البصري ؟ فقلت له : أقعد فقعد .
فقلت : ما حاجتك ؟ قال : إني رجل من أهل البادية ، وكان لي أخ من أشد قومه ، فعرض له بلاء فلم يزل به حتى شددناه في الحديد ، وكنا معه في عباء ، فبينا نحن نتحدث في نادينا إذا ( هاتف يقول ) : السلام عليكم ، ولا نرى أحدا ، فرددنا عليه ، فقال : يا هؤلاء إنا جاورناكم فلم نر بجواركم له بأسا ، ولم نر منكم إلا خيرا ، وإن سفيها لنا تعرض لصاحبكم هذا ، فأردناه على تركه فأبى ، فلما رأينا ذلك أحببنا أن نعتذر إليكم ، يا فلان لأخيه : أنظر إذا كان يوم كذا وكذا ، فاجمع قومك ، ثم شده ، واستوثقوا منه ، فإنه إن يفلتكم ذلك لم تقدروا عليه أبدا ، ثم أحمله على بعير فأت به وادي كذا وكذا ، ثم خذ من بقلة الوادي قرصة ، ثم أوجره إياه ، وإياك أن ينفلت منكم ، فإنه إن ينقلب لم تقدروا عليه أبدا ، فاستوثقوا منه . فقلت : رحمك الله فمن يدلني على هذا الوادي ، وعلى هذا البقل ؟ قال : إذ كان ذلك اليوم فإنك تسمع صوتا أمامك فاتبع الصوت ، فلما كان ذلك اليوم جمعت قومي ، فإذا أخي ليس بالذي كان قوة وشدة ، فلم نزل نعالجه حتى استوثقناه ، ثم حملته على بعير ، فإذا أنا بصوت أمامي : إلي ، فلم نزل نتبع الصوت وهو يقول : إلي فلان ، استوثقوا منه فإنه إن ينفلت منه فلن تقدروا عليه أبدا . ثم قال اهبط هذا الوادي ، وقال : أنخ ، واستوثقوا منه ، فإذا صاحبنا ليس بالذي كان شدة وقوة ، فاستوثقنا منه فقال : يا فلان قم فخذ من هذا البقل فافعل كذا وكذا . حتى فعلنا ما أمرنا وهو يقول : استوثقوا منه فإنه إن ينفلت لم تقدروا عليه . قال : فإذا نحن لا نطيق صاحبنا ، فجعل ينادي استوثقوا منه ، حتى أوثقناه ، فلما وقع في جوفه جلا عنا ، وعن نفسه ، وفتح عينيه فأقبل إلينا ، فقال : يا أخي ما بلغ من أمري حتى فعلتم بي هذا ؟ قال : قلت : يا أخي لا تسألنا . كان قال يا أخي أخبرني ما