ولقد كان الامر سهلا ميسورا فلم يكن وجود خلافة من هذا القبيل أمرا مستبعدا على العقول والأذهان ولا بعيدا عن القلوب والوجدان ولها أمثلة ومن خير أمثلتها الخلافة الراشدة فقد رأت البشرية فيها أفضل نموذج للحكم العادل بعد الأنبياء . فإن وجد هؤلاء في أول العصر الاسلامي فليس من المستحيل أو حتى من المستبعد أن يوجد بعدهم أيضا من ينسج على منوالهم ويحذو حذوهم في تحكيم شريعة الله وتطبيقها في الأرض .
ولكن بعد ما ظهرت الفتن والخلافات بين المسلمين وقامت فرق ومذاهب عديدة دخلت عوامل سياسية وحزبية وطائفية فغيرت هذه الفكرة من حقيقتها إلى قصة وهمية خيالية عند بعض الفرق .
الشيعة :
ولقد كان الفضل في هذا التغيير راجعا إلى الفرق الشيعية المختلفة ، فأدخلت فيها أمورا لا تمت إلى الأفكار الاسلامية بصلة قريبة أو بعيدة كالغيبة والرجعة .
وقد لخص جولد زيهر فكرة هذه الفرق في كتابه العقيدة والشريعة في الاسلام فقال : " والرجعة إحدى العناصر الجوهرية في نظرية الإمامة عند كافة فروع الشيعة " [1] وقال : " الاعتقاد بالامام الخفي يسود كافة فروع الشيعة ويعتقد كل فرع منها بخلوده وعودته إلى الظهور في المستقبل مهديا " [2] .
ودخلت هذه العناصر الجديدة في الفكرة المهدية عند الشيعية من مؤسس فتنتهم عبد الله بن سبأ اليهودي المتمسلم [3] ، فقد كان أول من أراد