responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المعيار والموازنة نویسنده : أبو جعفر الإسكافي    جلد : 1  صفحه : 76


والثالثة : أردت أن أحاشيكم إلى مثل هذه الطريقة الواسطة / 21 / المثلى لنكون نحن وأنتم عليها في النظر فيما اختلفنا فلا نتعدى في المقال ، ولا نتعسف الكلام بالدعوى دون الحجة والبيان وترك الإنصاف .
وبالله لقد صدقتكم عن نفسي ومحضت لكم نصحي ، ولم أبق لكم علة في مبلغ اجتهادي ، وبالله عصمتي وتوفيقي .
ومتى جعلتم الدعوى حجة وسلحتم بالتعسف والمكابرة ، تركناكم والرافضة ، فقد يقصر دعواكم عند دعواها ، وتقلون عن مناظرتها ، وتضطركم إلينا فأعينونا على نصحكم بالإنصاف وحسن التفهم ، وسأزيدكم في فضيلة السبق شرحا يزيد في إيضاح الحق تبيانا فأحضرونا أفهامكم .
قد تعلمون أن الله امتحن عباده بالشدة والرخاء والنعمة والبلاء ليبلوهم أيهم أحسن عملا .
فمما امتحن به عباده الفقر والغنى فمنزلة علي الفقر ، في إسلامه ، ومنزلة أبي بكر الغنى في إيمانه . فالغنى نعمة قد أوجب الله الشكر عليها ، وفي الشكر عليها منازل :
منها أداء الفرض ، ومنها التطوع بأبواب البر ، فالفرض على الغني الزكاة في ماله ، والتطوع في الغنى فالنفقة في أبواب البر ، وسد الخلة ، ومواساة أهل الحاجة .
والفقر بلية امتحن الله بها الفقير [ و ] قد أوجب الله الصبر عليها ، وللصبر [1] منازل :
منها فرض ، ومنها تطوع .
قلنا : فأبو بكر قد جاز في منزلة الشكر حد الفرض ، وصار إلى التنفل بماله ، والتطوع بإنفاقه [2] .



[1] هذا هو الظاهر ، وفي الأصل : " فالصبر منازل . . " .
[2] قد تقدم في التعليق السالف إنه دعي إلى إنفاق دانق ليناجي أفضل مخلوق وينال أكرم مطلوب فبخل وأمسك ، فمن بخل من إنفاق ما يطلق عليه الصدقة ولو أقل من دانق ليفوز بمناجاة أكرم خلق الله ، ويستأنس به ويستنتج منه أغلى مواهب الله ، كيف ينفق في غيره ؟ فالصواب أنه بخل واستغنى .

نام کتاب : المعيار والموازنة نویسنده : أبو جعفر الإسكافي    جلد : 1  صفحه : 76
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست