نام کتاب : المعيار والموازنة نویسنده : أبو جعفر الإسكافي جلد : 1 صفحه : 71
فأنظره ، ثم أصبح مسلما بعد الروية والفكرة . فليس هذا فعل طفل ولا جوابه ، ولا دعاء النبي صلى الله عليه وسلم دعاء طفل . ويروى عن زيد بن علي عليه السلام ، أن عليا أتى بغلام قد سرق فقال : حلوا مئزره وانظروا إليه . فنظروا فلم يجدوا شيئا ، فقال خلوا سبيله ، وقال : الغلام إذا أتت عليه اثنتا عشر سنة جرى عليه الحكم وله فيما بينه وبين الله ، والجارية إذا أتت عليها عشر سنين جرى عليها [ الحكم ] ولها فيما بينها وبين الله ، وإذا بدت العانات جرت الحدود . فهذا في الأثر قد أتى وإن كان ما قلنا [ ه ] قد وجب بحجة الخبر ، ودللنا على معرفته بالقياس وحسن النظر . وفي مثله وتحقيقه يؤثر عن أسماء بنت عميس ، قالت : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ظهره إلى قبة ثم قال : لأقولن اليوم كما قال أخي موسى صلى الله عليه وسلم : اللهم اغفر لي ذنبي ، واشرح لي صدري ، واجعل لي وزيرا من أهلي عليا أخي اشدد به أزري ، وأشركه في أمري ، كي نسبحك كثيرا ، ونذكرك كثيرا ، إنك كنت بنا بصيرا [1] . فأشهد أن الله قد أجابه وشفع مسألته ، ثم أمره بأن يشهر ذلك لأمته في حجة الوداع تأكيدا وإظهارا لأمر الله ، لتقوم بذلك الحجة على الخليقة ، وينقطع عذر الناصبة النابتة والمرجئة ، فقام خطيبا فقال : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : اللهم نعم . فقال : ألست أولى بكل مؤمنة من نفسها ؟ [2] قالوا : اللهم نعم . فأخذ بيد علي وقال :
[1] اقتباس من الآية : ( 30 - 33 ) من سورة " طه " . والحديث رواه الحافظ الحسكاني في تفسير الآية الكريمة من شواهد التنزيل بأسانيد ، ورويناه أيضا في تعليقه عن مصادر بأسانيد . [2] هذا هو الظاهر ، وفي الأصل : " ألست أولى بكل مؤمن ومؤمنة . . . " . وهذا هو حديث الغدير المتواتر بين المسلمين ، فانظر الحديث : ( 501 ) وتواليه من ترجمة أمير المؤمنين علي عليه السلام من تاريخ دمشق : ج 2 ص 5 .
نام کتاب : المعيار والموازنة نویسنده : أبو جعفر الإسكافي جلد : 1 صفحه : 71