responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المعيار والموازنة نویسنده : أبو جعفر الإسكافي    جلد : 1  صفحه : 295


فأبو بكر وإن كان فاضلا فقد كان في بدنه ضعيفا ولم يكن على أكناف أهل العداوة في الحروب ثقيلا ، ولا كان في ذلك مقدما ، ولا لعلي مدانيا ، وإن كان في منزلة السبق سابقا فلم يكن في شدائد امحن السبق داخلا ولا كان بالحصار ممتحنا وبالفراش مخصوصا وعلي في كل ذلك عليه مقدم .
وأبو بكر وإن كان بالله عالما [1] فلم يبلغ من الرساخة في العلم والذب عن الله بالمحاجة في العلم والدين والرد على الملحدين ما يقرب من منزلة علي [2] في علم التوحيد ، وأبو بكر وإن كان خطيبا بليغا [3] فلم يكن في خطبه متسعا ولا في بلاغته مسحنفرا [4] ولا للمعاني الدالة على لطافة العلم بغائص الفهم ولطافة الفكر مستخرجا .
وإن كان أبو بكر هذا صبورا فلم يبلغ من زهده زهد من قاسى الفقر في أوله ، وقاسى عدم الكفاية في أيامه ، وسعى في طلب قوته بمؤاجرة نفسه ، وعف عن مال الله عند إقبال الدنيا عليه وحين أفضت الخلافة إليه .
ولم يمتحن أبو بكر بالاستئثار عليه ولا امتحن في زمانه بحدوث / 87 / الفتن المتراكمة



[1] ولكن لم يكن يتجاوز علمه عما يعرفه كل بدوي بفطرته ، أو عجوز بصنعتها ، والدليل عليه عدم ورود أثر ولو كان ضعيفا عنه مع شدة حاجة أوليائه إلى ذلك . ومع كون سلطة بلاد المسلمين إلى الآن بيد أوليائه من غير انقطاع ، فالصواب إنه لم يكن في علم الإسلام بعالم ، وإلا كان يبرز له علم في بعض مجالات الدين ، وحيث لم يظهر منه شئ مع شدة حاجة شيعته إليه إليه ومع تمكنهم في البلاد من عصره إلى عصرنا هذا - يتبين أنه لم يكن عالما ، وفي مثل المقام قطعيا وبديهيا يصح أن يقال : عدم الوجدان يدل على عدم الوجود إذ لو كان لبان .
[2] هذا هو الصواب ، وفي أصلي : " وما يقرب من منزلة علي . . " .
[3] ولعله أراد بلاغته في خطبته التي ألقاها بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وقوله فيها : " ألا ومن كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ؟ ! ! " .
[4] رسم خط هذه الكلمة لم يكن في الأصل واضحا .

نام کتاب : المعيار والموازنة نویسنده : أبو جعفر الإسكافي    جلد : 1  صفحه : 295
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست