responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المعيار والموازنة نویسنده : أبو جعفر الإسكافي    جلد : 1  صفحه : 196


فقال لهم ابن عباس فقد قال الله : " فابعثوا حكما / 61 / من أهله وحكما من أهلها " [ 35 / النساء : 4 ] أرأيتم إن كانت المرأة يهودية أليس قد دارت حكومة أهلها وهم غير عدول ؟
وأما قولهم في الموادعة ، فإن الله إنما أزال الموادعة عند ظهور الإسلام وعلو أهله [ على ] عدوهم [1] وقد كانت الموادعة قبل الهجرة ، والدعوة غير ظاهرة وأنصار الدين بهم قلة ، فالموادعة زائلة متى وجبت القوة وكان المسلمون على الكثرة والقوة والعدة التي من أجلها زالت الموادعة ، ومتى اختلفت الكلمة ورجع أهل الحق إلى قلة ، وكان أهل الباطل أكثر رجعت الموادعة إلى علتها قبل الهجرة ووجب حكمها بوجوب علتها ، وقد تعلمون أن المشركين من سائر الملة ومن أقر بالصلاة من أهل البغي من الأمة قد أوجب الله قتالهم على حد معروف وفرض موصوف تخفيف من الله [2] بعد فرض كان أشد في المحنة منه فقال : " الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مأتين ، وإن يكن منكم ألف يغلبون ألفين " [ 66 / الأنفال : 8 ] فهذا تحديد في الفرض خفف الله به عن الخلق في محنة الحرب بعد أن كان الفرض على المائة محاربة الألف .
قلنا : فمتى نقص من هذا التحديد من عدة المؤمنين ، وكان المشركون أكثر من العدد الذي حدد الله في قتالهم حلت للمؤمنين الموادعة ، ووسعهم الكف حتى يصيروا إلى الحد الذي ذكره الله تعالى ، فقد جعل الله للموادعة حدا وهو [3] حكم الله بين عباده أبدا في محاربة العدو ، ولم يحصل من علي بن أبي طالب يوم صفين عند الفرقة واختلاف الكلمة إلا قليل ، وإنما تراجع الناس إليه بعد الحكمين حين انكشف للناس غدر عمرو



[1] كذا في الأصل ، غير أن ما بين المعقوفين زيادة يقتضيها السياق .
[2] كذا .
[3] هذا هو الظاهر ، وفي أصلي : " وهم حكم الله . . " .

نام کتاب : المعيار والموازنة نویسنده : أبو جعفر الإسكافي    جلد : 1  صفحه : 196
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست