نام کتاب : المعيار والموازنة نویسنده : أبو جعفر الإسكافي جلد : 1 صفحه : 143
فتصفحوا هذا التدبير وتفهموه تجدوه لما قلتم مكذبا ولما قلنا مصدقا ، وهل ترون فيه خللا ؟ وهل ترون من وراء ما وصفنا عنه رأيا هو أصوب مما أمر به ؟ وأغمض مما أوصى به وامتثله ؟ وقد يتبع هذا من تدبيره ما يكثر في القول ، ويغمض قي علم التدبير . ومما يؤكد ما قلنا ويحققه من أن الانتشار عليه لم يكن هو سببه أن عليا فيما ذكر أهل العلم نزل يوم صفين في عاقول [1] من الفرات لم يكن بطبعه أحد ، فحسده معاوية على منزله ذلك فطرح في عسكره كتابا : من عبد الله الناصح ، أما بعد ، فإن معاوية يريد أن يرتحل ويشق عليكم الماء فخذوا حذركم " . فقال الناس لعلي : ارتحل فاسبقه إلى ذلك المكان فإنا نخاف أن يشق علينا الماء [2] . فقال لهم علي : إن هذا من معاوية مكيدة لأنه قد حسدكم على هذا المنزل فغلبو [ ه على ] رأيه حتى ارتحل منه ، فلما ارتحل منه جاء معاوية حتى نزله ! فقال لهم علي : ألم أخبركم أنه مكر من معاوية ؟ ! وإنما أذكر لكم من أموره وسيرته جملا تزيل العمى وتوضح سبيل الصواب من الخطأ ، ولتعلموا عند تفهم ما ذكرنا [ ه ] والنظر فيما عنه أتا [ نا ] أنه سيف من سيوف الله حدب للدوائر [3] حارب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم شابا ماضيا في التماس ثواب الله قدما حتى صار شيخا ، لم تكن له صبوة ولا نبوة [ كان ] يخوض في جنب الله الغمرات ، ويهتك بحجته ستر الشبهات .
[1] عاقول الفرات : معطفه . ومن الأمور والأرض : ما لا يهتدى لها . [2] هذا هو الظاهر ، وفي الأصل فيه وما قبله : " وشق عليكم الماء . . إن شق علينا الماء " . وانظر تفصيل القصة في أواخر الجزء الثالث من كتاب صفين ص 190 . [3] كذا
نام کتاب : المعيار والموازنة نویسنده : أبو جعفر الإسكافي جلد : 1 صفحه : 143