الرواية ، إذ الناس أحوالهم على الصلاح والعدالة حتى يتبين منهم ما يوجب القدح ، هذا حكم المشاهير من الرواة ، فاما المجاهيل الذين لم يرو عنهم إلا الضعفاء فهم متركون على الأحوال كلها انتهى .
وما ذكره من أن الرجل إذا انتفت جهالة عينه برواية واحد عنه فهو عدل حتى يتبين جرحه قال فيه الحافظ في مقدمة اللسان : وهذا مذهب عجيب ، والجمهور على خلافه ، وهذا مسلك ابن حبان في كتاب الثقات الذي ألفه ، فإنه يذكر خلقا نص عليهم أبو حاتم وغيره على أنهم مجهولون انتهى .
وربما ذكر هو الرجل الواحد في الثقات وفي الضعفاء فعلى سبيل المثال :
1 - أبو جناب يحيى بن حبة الكلبي ذكره في ثقاته ، وقال : روى عن جماعة من التابعين ، وعنه أهل الكوفة ، وذكره في كتاب المجروحين ( 3 / 111 ) فقال : كان يدلس على الثقات ما سمع من الضعفاء فالتزقت به المناكير التي يرويها عن المشاهير ، فوهاه يحيى بن سعيد القطان ، وحمل عليه أحمد بن حنبل حملا شديدا .
2 - يحيى بن سلمة بن نفيل ، ذكره في الثقات وقال : في حديث إبراهيم ابنه عنه مناكير ، وذكره في كتاب المجروحين ( 3 / 112 - 113 ) وقال : منكر الحديث جدا ، يروي عن أبيه أشياء لا تشبه حديث الثقات ، كأنه ليس من حديث أبيه ، فلما أكثر عن أبيه بما يخالف الاثبات بطل الاحتجاج به فيما وافق الثقات .
ولذا قال الحافظ الزركشي في المعتبر في تخريج أحاديث المنهاج والمختصر ( ص 58 من مخطوطتي بخط يدي ) : وأساء بهذا التناقض .
هذا حاصل ما قاله المحققون في توثيق ابن حبان إذا انفرد هو بالتوثيق .
وقد قسم بعض المحدثين المعاصرين توثيق ابن حبان إلى خمسة