نام کتاب : اللمع في أسباب ورود الحديث نویسنده : جلال الدين السيوطي جلد : 1 صفحه : 93
أن يقاتل من وجهين ، فقال لمسعود : " يا مسعود إنا نحن بعثنا إلى بني قريظة أن يرسلوا إلى أبي سفيان فيرسل إليهم رجالا ، فإذا أتوهم قاتلوهم " . قال : فما غدا أن سمع ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم فما تمالك حتى أتى أبا سفيان فأخبره فقال : صدق والله محمد ما كذب قط ، فلم يبعث إليهم أحدا . وأخرج ابن جرير في تهذيب الآثار عن ابن شهاب قال : أرسلت قريظة إلى أبي سفيان ومن معه من الأحزاب يوم الخندق أن أثبتوا فإنا سنغير على بيضة المسلمين من ورائهم ، فسمع ذلك نعيم بن مسعود الأشجعي ، وكان عند عيينة بن حصن حين أرسلت بذلك بنو قريظة إلى الأحزاب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فلعلنا نحن أمرناهم بذلك " ، فقام نعيم بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحدث بها غطفان ، وكان نعيم رجلا لا يملك الحديث فلما ولى نعيم ذاهبا إلى غطفان قال عمر بن الخطاب يا رسول الله هذا الذي قلت . إما هو من عند الله فأوصه وإما هو رأي رأيته فإن شأن بني قريظة هو أيسر من أن يقول شيئا يؤثر عليك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بل هو رأي رأيته إن الحرب خدعة " . ثم أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم في أثر نعيم فقال : " أرأيتك الذي سمعتني أذكره آنفا أمسكت عنه فلا تذكره لأحد " . فانصرف نعيم حتى جاء عيينة ابن حصن ومن معه فقال لهم : هل علمتم أن محمدا قال شيئا قط إلا حقا ؟ قالوا : لا . قال : فإنه قد قال لي فيما أرسلت به إليكم بنو قريظة فلعلنا نحن أمرناهم بذلك ، ثم نهاني أن أذكر لكم فانطلق عيينة حتى لقي أبا سفيان فأخبره فقال : إنما أنتم في مكر من بني قريظة فارتحلوا فكانت تلك هزيمتهم ، فبذلك ترخص الناس الخديعة في الحرب . قال ابن جرير
نام کتاب : اللمع في أسباب ورود الحديث نویسنده : جلال الدين السيوطي جلد : 1 صفحه : 93