responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العهود المحمدية نویسنده : عبد الوهاب الشعراني    جلد : 1  صفحه : 434


والصالحين ، ونكرم كل وارد علينا حتى واردات الحق تعالى فنكرمها بتلقيها بالتعظيم والإجلال والرضا بها عن الله عز وجل .
ويحتاج من يريد العمل بهذا العهد إلى السلوك على يد شيخ ناصح يسلك به حتى يدخله حضرات الولاية ، ويمر به إلى حضرات الأخلاق الحسنة ، ويكسوه منها ما قسم له فتصير سجيته تعصى النفس والشيطان في كل ما يطلبانه من العبد ، ويطيع الملك بالبديهة ويطيعه في جميع لماته ، وهناك يخوض في الرحمة إن زار أحدا ذاهبا وراجعا ، فإن غالب زيارات الناس اليوم لبعضهم بعضا لا إخلاص فيها وإنما هي أهوية نفوس ، فترى الفقير أو العالم يزور أخاه وهو متلفت إلى ذكر ما أطلع عليه من نقائص أخيه ، وتستحلى نفسه ذلك حتى يذكره للناس ، وربما كان المذكور لهم ذلك أعداء لذلك الفقير المزور ، فلا هو نصحه في ذلك النقص الذي رآه فيه بينه وبينه ، ولا هو ستره بين الناس . وكثيرا ما يخرج أحدهم من عند ذلك الفقير أو العالم يقول زرت فلانا البارحة مثلا فوجدت عنده دعوى عظيمة للصلاح والعلم ، ولو علمت أنه في تلك الحالة ما زرته ، ويظهر الندم على زيارته احتقارا له بين الناس ، فمثل هذا الزائر خاض في نار جنهم ذاهبا وراجعا ، مع أن هذا القائل ربما زار الظلمة والمكاسين وأكلة الحرام ، وأكل طعامهم في رمضان ، وخرج ينشر فضائلهم ، ولا تكاد تسمع منه لفظة واحدة في حقهم تنقصهم ، وربما أجاب عنهم زجر من ينقصهم ورد عليه فكان العلماء والصالحون أحق بذلك .
واعلم أن للفقراء والصالحين مكرا خفيا بالزائرين لهم لغير الله فربما طردوهم بتعاطيهم كلمة مباحة حتى لا يكادون يرجعون إليهم ، كما وقع لسيدي أبى السعود الجارحي مع شخص من العلماء الكبار دخل عليه بميزان الامتحان فقال الشيخ أبو السعود :
يظن الناس بي خيرا وإني * أشر الناس إن لم تعف عني بنصب الناس وأشر ، فقال العالم : هذا لا يعرف الفاعل من المفعول ، فكيف يكون صالحا وفارقه ذا ماله ، فلقيه الشيخ بعد أشهر فكاشفه ، وقال : يظن الناس بضم السين ، فنزل العالم واستغفر الله تعالى ، فقال له الشيخ : نصبة راحت بك ، ورفعة جاءت بك ، ما هكذا يزور الناس الفقراء ، وما يضرنا اللحن إلى اللحن في القرآن أو الحديث " " .
فحرر يا أخي النية الصالحة لكل من طلبت زيارته ثم زر ، ولو لم تجد نية صالحة إلى سنة أو أكثر فلا حرج عليك في ترك الزيارة ، وقد كان السلف الصالح يحبون إرسال

نام کتاب : العهود المحمدية نویسنده : عبد الوهاب الشعراني    جلد : 1  صفحه : 434
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست