responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العهود المحمدية نویسنده : عبد الوهاب الشعراني    جلد : 1  صفحه : 167


فاعلم ذلك واسلك طريق القوم إن أردت العمل بهذا العهد على وجه الكمال لتكون من أهل السنة والجماعة ، والله يتولى هداك * ( وهو يتولى الصالحين ) * .
واعلم أن كفران النعم للوسائط مما يحولها ، وإذا حولت فلا يقدر من كفرت نعمته أن تجري لك نعمة على يديه :
* ( سنة الله التي قد خلت في عباده ) * .
لأن كفران النعمة يقطع طريقها ، فبتقدير أن من كفرت نعمته لا يؤاخذك ، فأنت لا تستحق تلك النعمة فلا بد من وجود صفة الاستحقاق في المنعم عليه ، وعدم كفرانه نعمة من كان واسطة فيها من زوج ووالد وسيد ونحوهم ، وقد كثر كفران النعم في هذا الزمان من الزوجة والأولاد والأرقاء والمريدين ، وبذلك تعسرت عليهم الأرزاق ، وكلما تأخر الزمان زاد على الناس الأمر في تعسير الأرزاق وفي تحويلها عنهم بالكلية ، لقلة الشكر بالعمل من قيام الليل وغيره حتى تتورم منهم الأقدام ، فإن الشكر بالقول ما بقي يكفي لغالب النعم في هذا الزمان لكون الموازين قد أقيمت فيه على الناس لقرب الساعة ، وما قارب الشئ أعطى حكمه ولقلة الإخلاص في القول ، وقد قال تعالى في حق آل داود :
* ( اعملوا آل داود شكرا ) * .
ولم يقل قولوا أل داود شكرا ، وهذه الأمة المحمدية أولى بأن يشكروا بالعمل لأنهم أعظم نعمة بنبيهم وشريعتهم ، فليتنبه من كان غافلا عن ذلك ليدوم الماء في مجاريه .
وقد كان الشيخ عصيفير المجذوب المدفون بخط بين السورين بمصر ، كلما رأى حوضا مملوء للبهائم يفتح بالوعته فيسبح على الأرض ويقول للذي يملؤه أنت أعمى القلب ، فإن أهل هذا الزمان صاروا لا يستحقون رحمة ولا نعمة لكثرة عصيانهم ومخالفتهم ، فقال يا سيدي : إنما هذا البهائم فقال إنها تحملهم إلى مواضع المعاصي فكان يتكلم على لسان أحوال الزمان بلسان الحقيقة دون لسان الشريعة لكونه مجذوبا ، وكان مراده مما قاله تنبيه الناس إلى المشي على طريق الاستقامة لتدوم عليهم النعم وإلا فالحق لا يستحقون على الله تعالى شيئا مطلقا ، وإنما جميع نعمه عليهم من باب الفضل والمنة . والله تعالى أعلم .

نام کتاب : العهود المحمدية نویسنده : عبد الوهاب الشعراني    جلد : 1  صفحه : 167
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست