وروى مسلم وأبو داود مرفوعا : " " من يحرم الرفق يحرم الخير " " . وروى الطبراني مرفوعا : " " إن الله عز وجل يحب الرفق ويرضاه ويعين عليه ما لا يعين على العنف " " . وروى البزار وابن حبان في صحيحه مرفوعا : " " ما كان الرفق في شئ قط إلا زانه " " . وروى أبو الشيخ مرفوعا : " " إن العبد ليدرك بالحلم درجة الصائم القائم " " . وروى الأصبهاني مرفوعا : " " وجبت محبة الله على من أغضب فحلم " " . وروى أبو الشيخ عن ابن مسعود قال : " " كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكى أن نبيا من الأنبياء ضربه قومه فأدموه وهو يمسح الدم عن وجهه وهو يقول : اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون " " . والأحاديث في ذلك كثيرة . والله تعالى أعلم . ( أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم ) أن نعود نفوسنا طيب الكلام وطلاقة الوجه لكل مسلم من عدو وصديق . ويحتاج من يريد العمل بهذا العهد إلى سلوك على يد شيخ ناصح يدخل به الحضرات الإلهية ، فيشهده محاسن الوجود ويحجبه عن مساويه إذ المحاسن هي الأصل والمساوئ عارضة عرضت من حيث الأحكام الشرعية لا غير ، فإذا شهد تلك المشاهد صار يخاطب من الخلق السر القائم بها كلهم لا هم ، ومن كان يخاطب سر الله تعالى فكأنه يخاطب الله ، ومن كان هذا مشهده رزق من طيب الكلام وطلاقة الوجه ما لا يقدر قدره وجنبه الله كل كلام جاف . وقد كان سيدي أحمد بن الرفاعي إذا لقي خنزيرا أو كلبا قال : أنعم صباحا ، فقيل له في ذلك ؟ فقال : أعود نفسي الكلام الطيب ، وكان يخبر أن ذلك كان خلق السيد عيسى عليه السلام ، قال : ومر الحواريون يوما على كلب ميت فقالوا : " " ما أشد نتن ريحه يا روح الله ! " " فقال : هلا قلتم ما أشد بياض أسنانه ! " " . فعلم أن من لم يسلك على يد شيخ كما ذكرنا فمن لازمه غالبا الكلام الجافي للناس لا سيما