responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العهود المحمدية نویسنده : عبد الوهاب الشعراني    جلد : 1  صفحه : 465


زوجان ثم تموت فتدخل الجنة هي وزوجاها لأيهما تكون للأول أو الآخر ؟
قال : تخير أحسنهما خلقا كان معها في الدنيا يكون معها في الجنة ، يا أم حبيبة ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة " " .
وروى أبو يعلى والبزار من طرق أحدها مرفوعا :
" " إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم ، ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق " " . وفي رواية : " " إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم " " .
والأحاديث في ذلك كثيرة . والله تعالى أعلم .
( أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم ) أن نروض نفوسنا على مراقبة الله عز وجل حتى نرفق بخلق الله ونتأنى في تحصيل ما نطلبه ونحلم على من خالفنا وعصانا وآذانا ، وهذا العهد من أكمل أخلاق الرجال وقليل فاعله ، ومن تخلق به ذوقا لم يصر عنده غلظة ولا فظاظة لا على من أمره بالإغلاظ عليهم كالكفار ، وكذلك من تخلق به لم يتكدر ممن أبطأ في قضاء في قضاء الحاجة أبدا لأن الرسول لم يبطأ بها ، وإنما أبطأ بها وقتها المضروب لها في علم الله ، وكذلك من تخلق به لا يقابل أحدا آذاه بنظير فعله أبدا ، ولو أن جاريته رمت ولده في نار فمات لم يقابلها ولا بكلمة تغيظها ، بل ربما أعتقها تماما للحلم .
وكان سيدي إبراهيم المتبولي يعامل الجماد معاملة الحي ، فيضع الإناء برفق ويأخذه برفق ، ويذبح الطائر برفق وينشر الخشب برفق ، ويصعد على ظهر الدابة برفق ، ويهمز إذا نزل عنها برفق لأجل الأرض ويقول : إن الأرض أمنا .
ويحتاج من يريد العمل بهذا العهد إلى سلوك على يد شيخ ناصح يصبر معه على المجاهدة والرياضة حتى يدخله حضرات الأسماء الإلهية ، فينصبغ في حضرة الرحيم والحليم والصبور ، ويصير لا يتكلف لرفق ولا حلم ولا صبر كما لا يتكلف لدخول النفس وخروجه من خياشيمه ، ومن لم يسلك فمن لازمه الإخلال بهذا العهد ويدرك في نفسه مشقة وتعبا .
فاسلك يا أخي على يد شيخ إن أردت العمل بهذا العهد ، والله يتولى هداك .
روى الشيخان مرفوعا : " " إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله " " .
وفي رواية لمسلم مرفوعا : " " إن الرفق لا يكون في شئ إلا زانه ولا ينزع من شئ إلا شانه " " .

نام کتاب : العهود المحمدية نویسنده : عبد الوهاب الشعراني    جلد : 1  صفحه : 465
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست