responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العهود المحمدية نویسنده : عبد الوهاب الشعراني    جلد : 1  صفحه : 421


عظيم يحتاج الناس أن يحمل عنهم من أوزارهم ، فقال الله للطالب : ارفع بصرك فانظر ، فرفع بصره فقال : يا رب أرى مدائن من ذهب وقصورا من ذهب مكللة باللؤلؤ ، فيقول لأي نبي هذا ، لأي صديق هذا لأي شهيد هذا ؟ قال الله هو لمن أعطى الثمن ، فقال يا رب ومن يملك ذلك ، قال أنت تملك ذلك ، قال بماذا ؟
قال بعفوك عن أخيك ، قال يا رب فإني قد عفوت عنه ، قال الله تعالى فخذ بيد أخيك وأدخله الجنة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم فإن الله يصلح بين المسلمين " " . والله تعالى أعلم .
( أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم ) أن نرغب إخواننا في بر والديهم وصلتهم ، والإحسان إليهم ، وبر أصدقائهم من بعدهما ، ونبين لهم تأكيد طاعتهما ويقاس على ذلك بر والد القلب من المشايخ وصلته والإحسان إليه ، وبر أصدقائه من بعده ، وبيان تأكيد حقه .
ويحتاج العامل بهذا العهد إلى توفيق زائد في هذا الزمان مع مصاحبة أستاذ يطلعه على مقام الوالدين المذكورين ، وذلك لا يكون في أب الروح إلا بعد اطلاع المريد على نفاسة الطريق ونفاسة ما يدعوه إليه الشيخ كشفا ويقينا ، وإلا فمن لازمه كثرة الإخلال بتعظيمه وعصيانه .
وسمعت أخي أفضل الدين رحمه الله يقول : لا يتحرك عند مريد داعية التعظيم والإجلال لشيخه كما ينبغي إلا بعد الفتح عليه ، وأكثر المريدين قد عدموا الفتح في هذا الزمان ، فلذلك كان من لازمهم غالبا عقوق الأستاذين وعدم احترامهم .
وقد تقدم في هذه العهود أن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه منذ وعى على نفسه لم يأكل مع والدته خوفا أن تسبق عينها إلى لقمة أو قطعة لحم أو رطبة أو عنبة فيأكلها وهو لا يشعر .
وقد كان الطلبة والمريدون في الزمان الماضي يجلون أشياخهم في الطريق ، وآباءهم من الطريق ، ولو صار أحدهم شيخ الإسلام ، وذلك لنظرهم إلى الدار الآخرة وقد صار غالب الناس اليوم بصره مقصورا على أحوال الدنيا وزينتها ، حتى إني أعرف شخصا من المدرسين بالجامع الأزهر والمفتين به جاءت والدته من الريف فأنكرها خوفا أن تزدريه امرأته المصرية ، وقال لها : يا عجوز إن قلت أنا أم الشيخ أخرجتك ، ولم أعد أمكنك من

نام کتاب : العهود المحمدية نویسنده : عبد الوهاب الشعراني    جلد : 1  صفحه : 421
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست