responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العهود المحمدية نویسنده : عبد الوهاب الشعراني    جلد : 1  صفحه : 422


الدخول إلى داري أبدا ، فكان يقول للخادم غديتم العجوز الفلاحة ، عشيتم العجوز الفلاحة ، مع أن عنده المال والثياب ويترجمه الناس بأكثر من عشرة آلاف دينار ، ولو أنه كان فيه رائحة الأدب مع الله وقبل وصيته في قوله :
* ( وبالوالدين إحسانا ) * .
لكساها بدلة قماش وصارت أم الشيخ على رؤوس الأشهاد ، فبالله أين ثمرة علم مثل هذا فإياك يا أخي ثم إياك .
وقد بلغنا عن الشيخ بهاء الدين أنه قال : " " بينما أنا راكب مع والدي شيخ الإسلام تقي الدين السبكي في طريق الشام ، إذ سمع شخصا من فلاحي الشام يقول : سألت الفقيه يحيى النووي عن مسألة كذا وكذا ، فنزل والدي عن فرسه ، وقال : والله لا أركب وعين رأت الشيخ يحيى النووي تمشى ، ثم عزم عليه بركوب الفرس ، وأقسم عليه بالله وصار الشيخ ماشيا حتى دخل الشام " " . فهكذا يا أخي كان العلماء يفعلون بأشياخهم ، مع أنه لم يدركه وإنما جاء بعد موته بسنين ، كان يدخل دار الحديث بالشام ويدور في أبوابها وعطفها ويصلى فيها ويقول لعلي أمس موضعا مسته قدم النووي ثم ينشد :
وفي دار الحديث لطيف معنى * أصلي في جوانبها وآوى عساني أن أمس بحر وجهي * مكانا مسه قدم النواوي وما رأت عيني في مشايخ الزمان أحدا يبر أصدقاء شيخه وخدامه مثل شيخنا سيدي محمد الشناوي رحمه الله ، وكان إذا رأى أحدا ممن وقع بصره على أستاذه الشيخ محمد السروي يصير يرفرف عليه كالطير الحمام على ولده ، لكونه كان يعرف نفاسة ما دعاه الشيخ له ، وقد اجتمع على الشيخ محمد السروي نحو عشرة آلاف وتلقنوا عليه ، كما حكى لي ذلك وقال : قد أخذوا عني ولكن لم يعرفني أحد منهم سوى ابن الشناوي ، لأن شرط المعرفة بمقام إنسان الإشراف على مقامه ، هذا لفظ الشيخ محمد لي بالزاوية الحمراء خارج مصر رضي الله عنه ، ويليه في طائفة الفقهاء في التعظيم لأصحاب شيخه الشيخ شهاب الدين الرملي الشافعي بمصر المحروسة ، كان إذا رأى أحدا من أصحاب الشيخ برهان الدين ابن أبي شريف أو أحدا من أصحاب الشيخ زكريا يجله ويعظمه ويقول :
كأني أنظر إلى الشيخ إذا رأيت أحدا من أصحابه ، ولذلك أجله الله تعالى وجعل الفقهاء

نام کتاب : العهود المحمدية نویسنده : عبد الوهاب الشعراني    جلد : 1  صفحه : 422
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست