responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العهود المحمدية نویسنده : عبد الوهاب الشعراني    جلد : 1  صفحه : 251


( أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم ) إذا لم يقسم لنا جهاد أن لا ننفر من الأمور التي ورد أنها تلحقنا بالشهداء في الثواب الأخروي بل نتلقاها بالرضا ، فإن لم يتيسر فبالصبر لا أنقص من ذلك فليس بعد الصبر إلا السخط .
ويحتاج من يريد العمل بهذا العهد إلى السلوك على يد شيخ ناصح ليرقيه إلى حضرات الصبر ثم حضرات الرضا ، وذلك أن المحجوب لا يعرف للصبر طعما وما عنده إلا السخط والكراهة ، فلا يزال يرقيه عن مقام السخط بذكر الثواب الأخروي حتى يصير يتجلد ويصبر ، فإذا أحكم مقام الصبر بين له ما في الصبر من ادعاء القوة ومقاومة القهر الإلهي بنفسه وعدم استحلائه أقدار الله وما هو فيه من سوء الأدب مع الله تعالى من حيث ترجيحه خلاف ما اختاره الحق تعالى له ، وهناك ينشرح للبلاء وينبسط له فاعلم أن البلاء ثلاث مراتب سخط وصبر رضا ، فيحبس الله تعالى العبد في مرتبة حتى يأتي بها ذوقا قبل أن ينقله إلى ما بعدها ، فكل مرتبة في محن أفضل من غيرها ، فلا يقال من يتلذذ بالبلاء أفضل مطلقا ، ولا مقام الصبر أفضل مطلقا ، فلا بد لكل إنسان من هذا ومن هذا ليشكر ويصبر ، وفي الحديث :
" " عظم الأجر من عظم البلاء " " .
فما ربحه الراضي خسره من جهة عدم إحساسه بالبلاء ، وما ربحه من أحس بالبلاء خسره من جهة عدم الرضا عن الله والتلذذ بقضاء الله .
وسمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله يقول : الرضا عن الله تعالى لا يخلو من كراهة خفية ، لأن في كل إنسان جزءا يكره المرض ولا يخرج عنه أبدا ، وجزءا يختار خلاف ما اختار الله ولا يخرج عنه أبدا ، وجزءا يحب الدنيا ولا يكرهها أبدا ، وقس على ذلك سائر النقائض ، ولو كشف للمتصوفة لرأوا ذلك الجزء يدق ولا يزول ومن هنا استغفر الأكابر من أفعالهم الحسنة .
وسمعته أيضا يقول : " " الرضا مشتق من روض الدابة الشموس فلا بد أن يبقى بعد رياضتها بقية من الرعونة ، وما خرج عن ذلك سوى الأنبياء لأن الله تعالى طهر طينتهم من النقائض بسابق العناية ومن هنا عصموا دون غيرهم .
فاسلك يا أخي على يد شيخ ليخرجك من الرعونات وتصير تتلقى أقدار سيدك بالرضا والانشراح ظاهرا وتستغفر من الجزء الخفي الذي فيك يكره أقدار سيدك .

نام کتاب : العهود المحمدية نویسنده : عبد الوهاب الشعراني    جلد : 1  صفحه : 251
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست