responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العهود المحمدية نویسنده : عبد الوهاب الشعراني    جلد : 1  صفحه : 182


يا مسروق بصائم ؟ قال لا إني أخاف أن يكون الأضحى ، فقالت عائشة ليس ذلك إنما عرفة يوم يعرف الإمام ، ويوم النحر يوم ينحر الإمام ، أو ما سمعت يا مسروق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعدله بألف يوم ؟ والألف يوم أكثر من سنتين .
وروى أبو داود والنسائي وابن خزيمة في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة .
وكان ابن عمر يقول : لم يصم النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة بعرفة ، ولا أبو بكر ولا عمر ولا عثمان وأنا لا أصومه ، وكان مالك والثوري يختاران الفطر ، وكان ابن الزبير وعائشة يصومان يوم عرفة ، وروى ذلك عن عثمان بن أبي العاص ، وكان إسحاق يميل إلى الصوم ، وكان عطاء يقول أصوم في الشتاء ولا أصوم في الصيف ، وكان قتادة يقول :
لا بأس به إذا لم يضعف عن الدعاء .
وقال الإمام الشافعي : يستحب صوم يوم عرفة لغير الحاج ، فأما الحاج فالأحب إلى أنه يفطر ليقويه على الدعاء . وقال الإمام أحمد بن حنبل إن قدر على أن يصوم صام وإن أفطر فذلك يوم محتاج فيه إلى القوم . والله تعالى أعلم .
( أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم ) أن نصوم عاشوراء ونوسع فيه على عيالنا بالطعام والكسوة وغير ذلك من كل ما هم محتاجون إليه ، لكن بشرط أن يكون ذلك من وجه حل لا اعتراض للشريعة عليه فلا يؤمر من لم يجد المال الحلال أن يوسع على نفسه فضلا عن غيره ، فيكون للآكل المهنأة وعليه هو الإثم ، وقد أصبح عيال الفضيل بن عياض يوما وليس عندهم شئ يأكلونه فأرسل إليه الخليفة خمسمائة دينار فردها ، فقال له العيال لو كنت أخذت منها نفقة يومنا ، فقال : ما مثلي ومثلكم إلا كبقرة شردت من أهلها فصار كل من قدر عليها يطعنها أو يذبحها ، ثم قطع قطيفة كانت تحت نصفين ، وقال بيعوا هذه وأنفقوا ثمنها في هذا اليوم خير لكم من أن تطعنوا فضيلا أو تذبحوه ، فعلم أن من جملة الكسب الذي لا يؤمر العبد بالتوسعة على العيال منه معلوم الوظائف التي لا يباشرها بنفسه ولا بنائبه ، ومنه ما كان من هدايا التجار الذين يبيعون على الظلمة ، ومنه هدايا من يأخذ البلص من أركان الدولة ومشايخ العرب ، ومنه ما أرسله الناس إلى الشيخ اعتقادا في صلاحه فليس له قبوله ولا التوسعة به على عياله ،

نام کتاب : العهود المحمدية نویسنده : عبد الوهاب الشعراني    جلد : 1  صفحه : 182
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست