الناس بهما الظن وأخرجوهما عن دائرة الفقراء ، والحال أنهما الآن أكمل مما كانا عليه في بدايتهما على ما قررناه آنفا . فإياك يا أخي وسوء الظن بأهل الطريق أو بمن لبس الزيق ، والله يتولى هداك : * ( وهو يتولى الصالحين ) * . ومن محك صدق من طلب الدنيا لله تعالى طلبا للفوز بلذة خطابه أن لا يشح بشئ منها على محتاج إليه لأن من أحب شيئا وتلذذ به أحب تكراره ، ومتى تكدر من كثرة السائلين لما عنده فهو كاذب في دعواه أنه يحب الدنيا للالتذاذ بخطاب الله أو لنفع عباد الله فاعلم ذلك ، واخرج بقولنا أن لا يشح ما لوشح ومنع لحكمة شرعية فإن ذلك لا يقدح في صدقه . * ( والله غفور رحيم ) * . روى الإمام أحمد والترمذي واللفظ له وابن حبان في صحيحه مرفوعا : " " من منح منحة لبن أو ورق أو أهدى رفاقا كان له مثل عتق رقبة " " . ومعنى قوله منحة ورق : عني به قرض الدرهم ، وقوله أو أهدى رفاقا : عني به هداية الطريق وإرشاد السبيل . وروى الطبراني إسناد حسن والبيهقي مرفوعا : " " كل قرض صدقة " " . وروى الطبراني وابن ماجة والبيهقي مرفوعا : " " دخل رجل الجنة فرأى على بابها مكتوبا الصدقة بعشر أمثالها ، والقرض بثمانية عشر " " . قال بعضهم : وذلك أن الصدقة قد تقع في يد غني في الباطن والقرض لا يأخذه إلا محتاج . وروى مسلم وابن ماجة والترمذي وأبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه مرفوعا : " " ما من مسلم يقرض مسلما قرضا مرة إلا كان له كصدقتها مرتين " " . والله تعالى أعلم . ( أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم ) إذا كان لنا دين على