نام کتاب : العمر والشيب نویسنده : ابن أبي الدنيا جلد : 1 صفحه : 69
اجتمعت بنو تميم إلى إياس بن قتادة ( 1 ) في بعض أمورهم ، فبينا هو يعتم والناس حوله ، إذ نظر إلى شعرة بيضاء في لحيته ، فحل عمامته ثم خرج إليهم فقال : ألستم تعلمون أني كنت أشهد معكم في كل أموركم . قالوا : بلى قال : فوالله لا أشهد معكم مشهدا ولا أحضر معكم محضرا أبدا . قال : فكان يأتي على أتان له يجمع عليها في المسجد . 59 - حدثنا أبو زكريا الخثعمي ( 2 ) ، عن الأصمعي حدثنا العلاء بن أسلم ، قال : نظر إياس بن قتادة ( 2 ) في المرآة فرأى شيبة فقال : ألا أراني خميرا ( 4 ) لحاجات بني تميم والموت يطلبني فخرج فنزل الشبكة فاتخذها مسجدا فلم يزل يعبد الله حتى مات . وقال : لأن ألقى الله مؤمنا مهزولا أحب إلي من أن ألقاه منافقا سمينا . فقال الحسن رحمه الله علم أن النار تأكل اللحم ولا تأكل الإيمان . 60 - حدثني محمد بن الحسن ( 5 ) رحمه الله ، حدثنا يحيى بن إسحاق ، حدثنا ابن لهيعة ، عن زافة أي الغافقي ، أن رجلا من أهل أيلة كان يقوم بأمرهم ، فأخذ المرآة ذات يوم فنظر إلى شعرة بيضاء في لحيته ، فقال : ألا أرى بريد الموت قد أسرع إلي ، شأنكم أمرتكم ، شأنكم ضيعتكم ، وابتنى لنفسه خصا ( 6 ) ، فلم يزل يتعبد فيه حتى مات .
نام کتاب : العمر والشيب نویسنده : ابن أبي الدنيا جلد : 1 صفحه : 69