responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيف الصقيل رد ابن زفيل نویسنده : السبكي    جلد : 0  صفحه : 3


التعريف بكتاب ( السيف الصقيل ) في أثناء القرن السابع الهجري رحل من حران إلى الشام بيت علم وفضل ، خوفا على أنفسهم من التتر واستوطنوا دمشق . وكان منهم طفل صغير من مواليد حران حمله أبوه معه فيما حمل من أهله ، فألحقه بمدرسة من مدارس دمشق . ذلك الصغير ، هو أحمد بن عبد الحليم ابن عبد السلام المعروف بابن تيمية ، وعبد السلام كان من خيرة العلماء ، له في مذهب أحمد تصانيف ، وله منتقى الأخبار الذي شرحه الشوكاني وأسماه : نيل الأوطار . فأقبل ذلك الصغير على العلم وظهرت عليه مخايل الذكاء ، وتفقه في مذهب أحمد كأسرته الحنابلة ، وقرأ في كثير من الفنون والعلوم ، وظهرت عليه مخايل الذكاء ، واشتهر بجودة الحفظ وقوة الذاكرة ، وتصدر للفتيا وإلقاء الدروس في سن مبكرة ، وظهرت عليه آثار النسك والعبادة ، فأحبته العامة وأثنت عليه الخاصة ، وبالغ في الدعاء إلى السنة ومجانبة البدعة . وقد آنس من نفسه قوة ذهن وشدة عارضة فلم يحفل بالرجوع إلى شيوخ الوقت وأكابره ، ورفعت إليه الأسئلة والاستفتاءات ، فأجاب وأفتى ، وهو مرموق في كل ذلك بعين التجلة من الجميع . . . حتى إذ قارب سن الأربعين سن الكمال عادة ، بدأ النقص يظهر فيه ، فبدأ يسير على طريق الكرامية والحشوية [1] ، ويحيي بدعة القول بالجهة والمكان والأجزاء لله ،



[1] وهاك صورة مجملة عن الكرامية والحشوية ، حتى تستبطن حقيقتها ، وتختبر عودها ، وتنظر في أصلهما فيحكي لنا الإيجي أنهما فرعان لشجرة حنظل واحدة ، هي شجرة التشبيه . تشبيه الخالق بالمخلوق . وإن اختلفوا في طريقته فمنهم مشبهة علاة الشيعة . ومنهم مشبهة الحشوية كمضر وكهمس والهجيمي ومنهم مشبهة الكرامية أصحاب أبي عبد الله محمد بن كرام . ويؤكد الرازي على أن اليهود أكثرهم مشبهة وأن ظهور التشبيه في الإسلام قد بدأ من الروافض مثل بيان بن سمعان الذي كان يثبت لله تعالى الأعضاء والجوارح ، وهشام بن الحكم وهشام بن سالم الجواليقي ، ويونس بن عبد الرحمن القمي ، وأبو جعفر الأحوال الذي كان يدعى شيطان الطاق . وهؤلاء رؤساء علماء الروافض ، ثم تهافت في ذلك المحدثون ممن لم يكن لهم نصيب من علم المعقولات . ويصور لنا الشهرستاني بعض معتقداتهم ، وبعد أن يورد أصولهم فيقول : إن جماعة من الشيعة الغالية ، وجماعة من أصحاب الحديث الحشوية صرحوا بالتشبيه مثل : الهشاميين من الشيعة . ومثل مضر ، وكهس ، وأحمد الهجمي وغيرهم من الحشوية . قالوا : معبودهم على صورة ذات أعضاء وأبعاض ويجوز عليه الانتقال والنزول والصعود والاستقرار والتمكن . وأما مشبهة الحشوية ، فحكى الأشعري عن محمد بن عيسى أنه حكى عن مضر ، وكهس ، وأحمد الهجيمي : أنهم أجازوا على ربهم الملامسة والمصافحة . وأن المسلمين المخلصين يعانقوته في الدنيا والآخرة . وحكى عن داود الجواربي أنه قال : اعفوني عن الفرج واللحية واسألوني عما وراء ذلك . وقد أورد كثيرا من هذه المعتقدات الفاسدة الأشعري في مقالاته ، وكذا البغدادي في فرقه . . . ثم إن الإمام الرازي رتب فرقهم الخمسة هكذا : 1 - الحكمية : وهم أصحاب هشام بن الحكم . 2 - الجواليقية : أتباع هشام بن سالم الجواليقي الرافضي . 3 - اليونسية : أتباع يونس بن عبد الرحمن القمي 4 - الشيطانية : أتباع شيطان الطاق 5 - الحوارية أصحاب داود الحوارى . وكذا أورد طوائف الكرامية وقال : وأقربهم الهيصمية وفى الجملة ، فهم كلهم يعتقدون أن الله تعالى جسم وجوهر ومحل للحوادث ، ويثبتون له جهة ومكانا . ونقول : والحشوية - كما سبق - من أهل الحديث الذين تمسكوا بظواهر الأحاديث التي تشعر بالتشبيه ، وسبب تسميتهم بهذا الاسم كما يقول الكوثري - في مقدمته على تبين كذب المفترى - أن الحسن البصري كان يلازم مجلسه نبلاء أهل العلم ، وقد حضر مجلسه يوما أناس من رعاع الرواة . ولما تكلموا بالسقط عنده قال : ردوا هؤلاء إلى حشا الحلقة أي جانبها ، فسموا الحشوية . ومنهم أصناف المجسمة والمشبهة . والحشوية بفتح الشين ويصلح إسكانها ، لقولهم بالتجسيم ، لأن الجسم محشو . أنظر : مقالات الإسلاميين لأبي الحسن الأشعري ، الملل والنحل للشهرستاني ج 1 / 105 ، الفرق بين الفرق للبغدادي ص 65 ، والموافق للإيجي ص 429 ، اعتقاد فرق المسلمين والمشركين للفخر الرازي ص 97 - 101 ، تبين كذب المفترى لابن عساكر الدمسقي ص 11 .

المقدمة 4

نام کتاب : السيف الصقيل رد ابن زفيل نویسنده : السبكي    جلد : 0  صفحه : 3
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست