نام کتاب : الرحلة في طلب الحديث نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 1 صفحه : 42
عودة الخطيب إلى بلدته بغداد ومقامه فيها إلى أن توفي
شخصية الخطيب البغدادي وكماله علما وخلقا وأدبا ومظهرا
بسبب سعاية الوشاة الخبثاء حتى أمر الوالي بقتله ، وكاد ينفذ فيه ذلك لولا أن الشريف العلوي أبا القاسم علي بن إبراهيم وهو من أهل العلم عرف للخطيب فضله ، فاحتال له وشفع فيه حتى انتهت الحادثة دون أن يمس الخطيب بأذى ، لكن أمر بمغادرة دمشق ، وألا يقيم فيها ، فخرج وأقام في مدينة صور حتى سنة اثنتين وستين وأربعمائة . ثم لم يلبث بعد ذلك أن اشتد به الحنين إلى بلدته بغداد ، فشد رحله إليها ، وخرج من صور عن طريق الساحل السوري إلى طرابلس ، ثم إلى حلب وهكذا حتى بلغ بغداد ، وكان كلما مر ببلدة أقام أياما ، وعقد مجلسا للعلم ، وباحث العلماء وناظرهم . وما إن وصل بغداد حتى اجتمع حوله العلماء ، يسمعون منه كتابه الذي تمنى على الله قراءته في هذه البلدة " تاريخ بغداد " ويسمعون غيره من الكتب حتى وافته منيته ضحى يوم الاثنين سابع ذي الحجة سنة ثلاث وستين وأربعمائة ، وحقق الله أمنيته الأخيرة التي دعا بها عند زمزم فتخلى له الشيخ الصوفي أبو بكر أحمد ابن علي الطريثيثي عن قبر أعده لنفسه بجوار بشر الحافي ، وكان الطريثيثي يتردد على القبر وينام فيه ويختم فيه القرآن كل أسبوع ، ثم تخلى عنه للخطيب كي يدفن فيه إيثارا لعلم الخطيب وفضله رحمه الله ورضي عنه . ولعل من المكافأة الإلهية للطريثيثي أن أطال الله حياته ، فعمر بعد ذلك ثلاثين سنة رحمه الله تعالى . شخصية الخطيب البغدادي : يتمتع الإمام الحافظ أبو بكر الخطيب بشخصية قوية ، جمعت أطرافا من من كمال الإيمان ، والعلم ، والتقي ، وحسن الخلق ، ودقة النظام .
نام کتاب : الرحلة في طلب الحديث نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 1 صفحه : 42