نام کتاب : الرحلة في طلب الحديث نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 1 صفحه : 215
نيسابوري . فركبنا البحر وكانت الريح في وجوهنا ، فبقينا في البحر ثلاثة أشهر ، وضاقت صدورنا ، وفني ما كان معنا من الزاد ، وبقيت بقية ، فخرجنا إلى البر فجعلنا نمشي أياما على البر حتى فني ما كان معنا من الزاد والماء ، فمشينا يوما وليلة لم يأكل أحد منا شيئا ولا شربنا ، واليوم الثاني كمثله ، واليوم الثالث . كل يوم نمشي إلى الليل ، فإذا جاء المساء صلينا وألقينا بأنفسنا حيث كنا ، وقد ضعفت أبداننا من الجوع والعطش والعياء ، فلما أصبحنا اليوم الثالث جعلنا نمشي على قدر طاقتنا ، فسقط الشيخ مغشيا عليه ، فجئنا نحركه وهو لا يعقل ، فتركناه ومشينا أنا وصاحبي النيسابوري قدر فرسخ أو فرسخين ، فضعفت وسقطت مغشيا علي ، ومضى صاحبي وتركني ، فلم يزل هو يمشي إذ بصر من بعيد قوما قد قربوا سفينتهم من البر ، ونزلوا على بئر موسى صلى الله عليه وسلم ، فلما عاينهم لوح بثوبه إليهم ، فجاءوه معهم الماء في إداوة ، فسقوه وأخذوا بيده . فقال لهم : الحقوا رفيقين لي قد ألقوا بأنفسهم مغشيا عليهم ، فما شعرت إلا برجل يصب الماء على وجهي ، ففتحت عيني فقلت : اسقني فصب من الماء في ركوة أو مشربة شيئا يسيرا ، فشربت ورجعت إلي نفسي ، ولم يروني ذلك القدر ، فقلت : اسقني فسقاني شيئا يسيرا ، وأخذ بيدي ، فقلت : ورائي شيخ ملقى ، قال : قد ذهب إلى ذاك جماعة ، فأخذ بيدي وأنا أمشي أجر رجلي ، ويسقيني شيئا بعد شئ ، حتى إذا بلغت إلى عند سفينتهم وأتوا برفيقي الثالث الشيخ ، وأحسنوا إلينا أهل السفينة ، فبقينا أياما حتى رجعت إلينا أنفسنا .
نام کتاب : الرحلة في طلب الحديث نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 1 صفحه : 215