responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرحلة في طلب الحديث نویسنده : الخطيب البغدادي    جلد : 1  صفحه : 14


وتلقفت منهم حقائق العلم ، والثقة بالعلم ، والتضحية من أجل العلم فتحررت بفضل ذلك وعرفت الطريق نحو الحضارة .
وإذا كانت البشرية قد وصلت اليوم إلى القمر والكواكب ، فإنها مدينة في ذلك لما قرره القرآن في الآيات التي تلوناها ، وفي أمثالها ، بل إن القرآن ليقرر ما هو أبعد من مجرد الوصول إلى القمر ! ، يقرر تسخير هذه الكواكب لصالح هذا الإنسان .
ويضرب النبي صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى في الحفاظ على الحقيقة العلمية والأمانة ، حين كسفت الشمس يوم موت عظيم ، أو ولادته . فقال الناس : والكسوف يقعان بسبب موت عظيم ، أو ولادته . فقال الناس : خسفت الشمس لموت إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم ، وإذا بالنبي صلى الله عليه وسلم يجمع الناس يصلي بهم ركعتين سنة الكسوف ثم يخطب فيهم يقول :
" إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته ، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وتصدقوا . . . " [1] .
ولقد كان المصاب فاجعا بالنسبة للنبي صلى الله عليه وسلم ، حزن من أجله حزنا عظيما حتى ذرفت عيناه ووقف يقول هو يردع ولده : " إن العين لتدمع ، وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي الرب ، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون " .
ومن ذا الذي يرزأ بمثل هذا الخطب ثم لا يرى الدنيا مكتسية ثوب الحداد لرزئه وأن الشمس والقمر تشاركانه الأسى لمصابه .
لكن خمدا الأمين صلى الله عليه وسلم يراعي قبل هذا كله ، وفوق هذا كله الحقيقة العلمية التي اطلعه الله عليها ، وإذا به يخطب في الناس ليحطم



[1] متفق عليه ، البخاري بلفظه في الصلاة : 2 : 34 . ومواضع أخرى . ومسلم : 3 : 27 .

نام کتاب : الرحلة في طلب الحديث نویسنده : الخطيب البغدادي    جلد : 1  صفحه : 14
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست