نام کتاب : الرحلة في طلب الحديث نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 1 صفحه : 13
وخلاصة تلك الأصول الكونية : 1 - أن كل هذه المكونات في الطبيعة في الأرض أو السماء مخلوقة لله ، مقهورة لسلطانه مسيرة ذليلة لقدرته وإرادته . وبهذا بطل ما كان يعتقده أهل الأديان في بعض الجمادات الأرضية أو الكواكب من تأثير في حياة الانسان ، وتحرر الانسان من العبودية لها والخوف منها . 2 - أنها تدل على وجود الله ووحدانيته ، وصفاته العليا ، بما أودع فيها من عجائب الصنع وآيات الابداع . فأمر بالتفكر فيها والبحث عن مكنوناتها ، وهو بهذا يفتح باب البحث في علوم الكون على مصراعيه ، بل يكلف الناس بهذا ، في الوقت الذي كان العالم كله يعتقد أن ذلك أمر محظور ، وأنه مناوأة لله عز وجل . 3 - أن كل شئ في العالم يسير بنظام دقيق " الشمس والقمر بحسبان " ، " وكل شئ عنده بمقدار " . 4 - أن كل هذه الكائنات خلقت لمنفعة الانسان ، بل إنها مسخرة له ، علويها وسفليها ، كما قال الله تعالى : " هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات ، وهو بكل شئ عليم " البقرة : الآية : 29 . وقال أيضا : " وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه . . . " الجاثية : الآية : 13 ولقد حملت هذه الأمة مشعل العلم والحضارة ، وأضاءت بهما العالم كله ، دهرا طويلا حيث كانت أوروبا تعيش في ظلام دامس ، وكان الفكر العلمي فيها رهن السجون والاغلال ، بل كان الفكر العلمي نهب القتل والاغتيال ، حتى تلمذت على المسلمين ،
نام کتاب : الرحلة في طلب الحديث نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 1 صفحه : 13