نام کتاب : الرحلة في طلب الحديث نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 1 صفحه : 15
هذه الخرافة التي قيلت مواساة له وتسلية لا حزانه . فكان العلم بالكون وبالطبيعة مدينا لهذا النبي الذي فتح العيون على حقائق الأمور الدينية ومهد السبيل لتقديم العلوم الطبيعية والكونية ، فاستنارت القلوب بدعوته ، وازدهرت الحضارة بشريعته ، وتقدمت علوم الطبيعة والكون بتوجيهات رسالته [1] . اعتناء المسلمين بالحديث والاسناد : بهذه الروح العلمية النابعة من الاسلام والقرآن حفظت هذه الأمة كتاب الله المنزل إليها ، فنقلته بحفظ الصدور تلقيا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمانة وثقة وتواتر ، كما نقلته أيضا بحفظ السطور أخذا من الصحف التي دونت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم . فأدت القرآن إلى العالم بغاية الدقة في تبليغ نصه وكيفية أدائه وتلاوته في كلماته وحروفه ، وإدغاماته وإظهاراته وغناته ، ومداته ، ووقوفه ووصله . . . حتى وصل إلينا عبر القرون غضا طريا كما أقرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه ، مما لم يقدر لكتاب غيره . ثم ذبت الكذب والحلل عن الحديث النبوي بما وضعته من قوانين للرواية هي أصح وأدق طريق علمي في نقل الروايات واختبارها . وكان من أهم هذه القوانين البحث في إسناد الحديث ، وفحص أحوال الرواة . وقد حث علماء الصحابة الناس على الاحتياط في حمل الحديث ، وعلى التثبث من أحوال الرواة وأن لا يأخذوا من الحديث إلا حديث من يوثق به دينا وحفظا ، حتى شاعت لذي كافة الناس هذه القاعدة عن الصحابة :
[1] انظر التوسع في شرح حديث الكسوف وما يسن فيه وصفة صلاة الكسوف في كتابنا " هدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الصلوات الخاصة " ص 167 - 175 .
نام کتاب : الرحلة في طلب الحديث نویسنده : الخطيب البغدادي جلد : 1 صفحه : 15