نام کتاب : الدرر نویسنده : ابن عبد البر جلد : 1 صفحه : 226
يقول أيها الناس إلى أين أيها الناس أنا رسول الله وأنا محمد بن عبد الله وأمر العباس وكان جهير الصوت أن ينادي يا معشر الأنصار يا أصحاب الشجرة وبعضهم يرويه يا أصحاب السمرة وقد قيل إنه نادى يومئذ يا معشر المهاجرين كما نادى يا معشر الأنصار فلما سمعوا الصوت أجابوا لبيك لبيك وكانت الدعوة أولا يا للأنصار ثم خصصت بأخرة يا للخزرج قال ابن شهاب وكانوا أصبر عند الحروب فلما ذهبوا ليرجعوا كان الرجل منهم لا يستطيع أن ينفذ ببعيره لكثرة الأعراب المنهزمين فكان يأخذ درعه فيلبسها ويأخذ سيفه ومجنه ويقتحم عن بعيره ويخلي سبيله ويكر راجعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا اجتمع حواليه صلى الله عليه وسلم مائة رجل أو نحوهم استقبلوا هوازن بالضرب واشتدت الحرب وكثر الطعن والجلاد فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في ركائبه فنظر إلى مجتلد القوم فقال الآن حمي الوطيس وضرب علي بن أبي طالب عرقوب جمل صاحب الراية أو فرسه فصرعه ولحق به رجل من الأنصار فاشتركا في قتله وأخذ علي الراية وقذف الله عز وجل في قلوب هوازن الرعب حين وصلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ واجههم وواجهوه صاح بهم صيحة ورمى في وجوههم بالحصا فلم يملكوا أنفسهم وفي ذلك يقول الله عز وجل * ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ) * وروينا من وجوه عن بعض من أسلم من المشركين ممن شهد حنينا قال وقد سئل عن يوم حنين لقينا المسلمين فيما لبثنا أن هزمناهم وأتبعناهم حتى وصلنا إلى رجل راكب على بغلة بيضاء فلما رآنا زجرنا زجرة وانتهزنا وأخذ بكفه حصا أو ترابا فرمانا به وقال شاهت الوجوه شاهت الوجوه فلم تبق عين إلا دخلها من ذلك فما ملكنا أنفسنا أن رجعنا على أعقابنا
نام کتاب : الدرر نویسنده : ابن عبد البر جلد : 1 صفحه : 226