ومن تبعه على ذلك ، ثم قال : إن الله تعالى محل للحوادث ، أي جوز قيام الحوادث بذات الله سبحانه ، تعالى الله عن هذا الكفر الصريح * ( سبحان ربك رب العزة عما يصفون ) * ومرادنا من ذلك كله بيان أن أدعياء توحيد الأسماء والصفات قائلون بذلك ومنهم فضيلة العلامة ابن أبي العز صاحب شرح الطحاوية ، وإليك إثبات ذلك :
1 - أما قول شارح الطحاوية المشار إليه بحوادث لا أول لها ، أو بقدم نوع الحوادث والمخلوقات ففي صحيفة ( 129 من الطبعة الثامنة ) :
( فالحاصل أن نوع الحوادث هل يمكن دوامها في المستقبل والماضي أم لا ؟ أو في المستقبل فقط ؟ أو الماضي فقط ؟
فيه ثلاثة أقوال معروفة لأهل النظر من المسلمين وغيرهم :
أضعفها قول من يقول : لا يمكن دوامها لا في الماضي ولا في المستقبل ، كقول جهم بن صفوان وأبي الهذيل العلاف .
وثانيها قول من يقول : يمكن دوامها في المستقبل دون الماضي ، كقول كثير من أهل الكلام ومن وافقهم من الفقهاء وغيرهم .
والثالث : قول من يقول : يمكن دوامها في الماضي والمستقبل كما يقوله أئمة الحديث ) ا ه .
فانظر كيف نسب الكفر الصريح إلى أهل الحديث فقال إنهم يقولون إن الحوادث وهي المخلوقات يمكن أن تكون دائمة في الماضي ، معناه قديمة النوع حادثة الأفراد وأهل الحديث براء من ذلك بلا شك ، وقد نص القرآن الكريم على بطلان ذلك في آيات كثيرة كما لا يخفى ، وكذا السنة المطهرة نص