صلى الله عليه وآله وسلم : " إن أول زمرة تدخل الجنة ، على صورة القمر ليلة البدر ، والتي تليها على أضوء كوكب دري في السماء ، لكل واحد منهم زوجتان اثنتان ، يرى مخ سوقهما من وراء اللحم ، وما في الجنة أعزب " .
فرام بعضهم الجمع بين الحديثين ، بأن قلة النساء في الجنة ، إنما هو قبل خروج عصاة الموحدين من النار ، فإذا خرجوا منها ، كان النساء حينئذ في الجنة أكثر ، والصحيح أن أبا هريرة إنما أراد أن جنس النساء في الجنة أكثر من جنس الرجال ، لأن كل رجل منهم له زوجتان ، ولم يرد أن النساء من ولد آدم أكثر من الرجال .
ويدل على هذا ، أنه ورد في بعض روايات حديث أبي هريرة هذا الصحيحة :
" لكل واحد منهم زوجتان من الحور العين " . كذلك رواه يونس ، عن محمد ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم . خرجه من طريقه الإمام أحمد ، وكذا رواه هشام ، عن محمد بن سيرين ، عن محمد ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خرج حديثه البيهقي . وخرج هذه اللفظة البخاري في " صحيحه " ، من حديث عبد الرحمن بن أبي عمرة ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
ويشهد لذلك ، أن في بعض ألفاظ روايات حديث أبي هريرة هذه ، المخرجة في الصحيح أيضا : " وأزواجهم الحور العين " بدل قوله : " لكل واحد منهم زوجتان " ، فهاتان الزوجتان من الحور العين ، لا بد لكل رجل دخل الجنة منهما ، وأما الزيادة على ذلك ، فتكون بحسب الدرجات والأعمال ، ولم يثبت في حصر الزيادة على الزوجتين شيء .
ويدل أيضا على ما ذكرنا ، ما خرجه مسلم في " صحيحه " ، من حديث أبي