وفي حديث الصور الطويل ، الذي سبقت الإشارة إليه ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : " ويضرب الصراط بين ظهراني جهنم ، كقدر الشعرة أو كحد السيف ، له كلاليب وخطاطيف ، وحسك كحسك السعدان ، دونه جسر دحض مزلقة " وهو يشعر بالتفريق بين الجسر والصراط .
والأحاديث الصحيحة السابقة تدل على أنهما واحد .
وروى أبو خالد الدالاني ، عن المنهال بن عمرو ، عن أبي عبيدة ، عن مسروق ، عن عبد الله ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فذكر حديثا طويلا ، وفيه قال : " والصراط كحد السيف ، دحض مزلة قال : فيقولون : انجوا على قدر نوركم ، فمنهم من يمر كانقضاض الكوكب ، ومنهم من يمر كالطرف ، ومنهم من يمر كالريح ، ومنهم من يمر كأشد الرجال ويرمل رملا ، فيمرون على قدر أعمالهم ، حتى يمر الذي نوره على إبهام قدميه ، تخر يد وتتعلق يد ، وتخر رجل وتعلق رجل ، فتصيب جوانبه النار " . خرجه الحاكم ، وصححه هو وغيره من الحفاظ .
وفي " سنن أبي داود " ، عن الحسن ، عن عائشة رضي الله عنها ، أنها ذكرت النار فبكت ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " مالك يا عائشة ؟ " قالت : ذكرت النار فبكيت ، فهل تذكرون أهليكم يوم القيامة ؟ فقال رسول الله صلى الله وآله وسلم : " أما في ثلاثة مواطن فلا يذكر أحد أحدا : عند الميزان حتى يعلم أيخف ميزانه أم يثقل ، وعند الكتب حين يقال : ( هآؤم اقرءوا كتابيه ) [ الحاقة : 19 ] ، حتى يعلم أين يقع كتابه أفي يمينه أو من وراء ظهره ، وعند الصراط إذا وضع بين ظهراني جهنم حافتاه كلاليب كثيرة وحسك كثيرة ، يحبس الله بها من شاء من خلقه ، حتى يعلم أينجو أم لا " .
وروى ابن لهيعة ، عن خالد بن أبي عمران ، عن القاسم ، عن عائشة ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نحوه . إلا أنه ذكر الميزان وتطاير الكتب ، وخروج عنق من النار ، وقال : " ولجهنم جسر أدق من الشعر وأحد من السيف ، وعليه