وفي " مصنف عبد الرزاق " : عن معمر ، عن إسماعيل بن أبي سعيد ، أن عكرمة ، مولى ابن عباس ، أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال :
" إن أهون أهل النار عذابا ، لرجل يطأ جمرة ، يغلي منها دماغه " . فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : وما كان جرمه يا رسول الله ؟ قال : " كانت له ماشية ، يغشى بها الزرع ويؤذيه " .
وفي " صحيح مسلم " ، عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، قال :
يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار ، فيصبغ في النار صبغة ، ثم يقال له : يا ابن آدم ، هل رأيت خيرا قط ؟ هل مر بك نعيم قط ؟ ! . فيقول : لا والله يا رب ! ! " .
واعلم أن تفاوت أهل النار في العذاب ، هو بحسب تفاوت أعمالهم ، التي دخلوا بها النار ، كما قال تعالى :
( ولكل درجات مما عملوا ) [ الأنعام : 132 ] .
وقال تعالى :
( جزاء وفاقا ) [ النبأ : 26 ] .
قال ابن عباس : وافق أعمالهم ، فليس عقاب من تغلظ كفره ، وأفسد في الأرض ، ودعا إلى الكفر ، كمن ليس كذلك ، قال تعالى :
( الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون ) [ النحل : 88 ] .
وقال تعالى :
( ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب ) [ غافر : 46 ] .