روى دراج عن أبي الهيم ، عن أبي سعيد ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : ( وهم فيها كالحون ) قال : " تشويه النار ، فتقلص شفته العليا ، حتى تبلغ وسط رأسه ، وتسترخي شفته السفلى ! حتى تضرب سرته " خرج الإمام أحمد والترمذي والحاكم ، وقالا : صحيح .
وعن ابن مسعود أنه قال في قوله : ( وهم فيها كالحون ) قال : ككلوح الرأس النضيج ، وعنه ككلوح الرأس المشيط بالنار ، قد بدت أسنانهم ، وتقلصت شفاههم ، وعنه قال : ألم تر إلى الرأس المشيط بالنار ، وقد تقلصت شفتاه ، وبدت أسنانه ؟ ! .
وخرج الخلال في " كتاب السنة " ، من حديث الحكم بن الأعرج ، عن أبي هريرة ، قال : يعظم الرجل في النار ، حتى يكون مسيرة سبع ليال ، ضرسه مثل أحد ، شفاههم على صدورهم مقبوحين ، يتهافتون في النار .
قال أبو بكر بن عياش ، عن محمد بن سويد : كان لطاووس طريقان إذا رجع من المسجد ، أحدهما فيه رواس ، وكان يرجع إذا صلى المغرب ، فإذا أخذ الطريق الذي فيه الرواس لم يستطع أن يتعشى ، فقيل له ، فقال : إذا رأيت الرؤوس كالحة لم أستطع آكل ، قال أبو بكر : فذكرته لسريع المكي ، فقال : قد رأيته يقف عليها .
وقال أبو غندر الدمشقي : كان أويس إذا نظر إلى الرؤوس المشوية ، يذكر هذه الآية :
( تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون ) فيقع مغشيا عليه ، حتى يظن الناظرون إليه أنه مجنون . خرجهما ابن أبي الدنيا وغيره .