قالوا وهم فيها يختصمون تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين وما أضلنا إلا المجرمون ) الآيات [ الشعراء : 91 - 99 ] .
ومن جملة أنواع عذاب أهل النار فيها تلاعنهم وتباغضهم ، وتبرؤ بعضهم من بعض ، ودعاء بعضهم على بعض بمضاعفة العذاب ، كما قال الله تعالى :
( كلما دخلت أمة لعنت أختها حتى إذا اداركوا فيها جميعا قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار ) [ الأعراف : 38 ] .
وقال الله تعالى : ( وإذا يتحاجون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا ) [ غافر : 47 ] .
وقال الله تعالى : ( هذا فوج مقتحم معكم لا مرحبا بهم ) إلى قوله :
( إن ذلك لحق تخاصم أهل النار ) [ ص : 59 - 64 ] .
وحينئذ فلا يبعد أن يقرن كل كافر بشيطانه الذي أضله ، وبصورة من عبده من دون الله من الحجارة .
وقال ابن أبي الدنيا : حدثنا عبد الله بن وضاح ، حدثنا عبادة بن كليب ، عن محمد بن هاشم ، قال : لما نزلت هذه الآية ( نارا وقودها الناس والحجارة ) [ التحريم : 6 ] . وقرأها النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فسمعها شاب إلى جنبه فصعق ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رأسه في حجره رحمة له ، فمكث ما شاء الله أن يمكث ، ثم فتح عينيه ، فقال : بأبي أنت وأمي ، مثل أي شيء الحجر ؟ قال : " أما يكفيك ما أصابك ، على أن الحجر