أوساطها مثلا وأدناها هو الذي نسميه حسنا وحينئذ يرجع الأمر في ذلك إلى الاصطلاح ويكون الكل صحيحا في الحقيقة والأمر في الاصطلاح قريب لكن من أراد هذه الطريقة فعليه أن يعتبر ما سماه أهل الحديث حسنا ويحقق وجود الصفات التي يجب معها قول الرواية في تلك الأحاديث فهذا ما يتعلق من البحث على كلام الخطابي وقال أبو عيسى الترمذي أنه يريد بالحسن أن لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب ولا يكون حديثا شاذا ويروى من غير وجه نحو ذلك وهذا يشكل عليه ما يقال فيه أنه حسن مع أنه ليس له مخرج إلا من وجه واحد وقال بعضهم الحديث الذي فيه ضعف قريب محتمل هو الحسن ويصلح للعمل به وهذا فيه من البحث ما قدمناه من الكلام على قبول الحسن مع أن قوله فيه ضعف قريب محتمل ليس مضبوطا بضابط يتميز به القدر المحتمل من غيره وإذا اضطرب هذا الوصف لم يحصل التعريف المميز للحقيقة