الباب الثامن في معرفة الضعفاء وهو من الأسباب والعلوم الضرورية في هذا الفن إذ به يزول ما لا يحتج به من الأحاديث وقد اختلف الناس في أسباب الجرح ولأجل ذلك قال من قال أنه لا يقبل إلا مفسرا وقد عقد الحافظ الإمام أبو بكر الخطيب بابا فيمن جرح فاستفسر فذكر ما ليس بجرح هذا أو معناه وفي بعض ما يذكر في هذا ما يمكن توجيهه وهذا الباب تدخل فيه الآفة من وجوه أحدها : وهو شرها الكلام بسبب الهوى والغرض والتحامل وهذا مجانب لأهل الدين وطرائقهم وهذا وإن كان تنزه عنه المتقدمون لتوفر أديانهم فقد تأخر أقوام ووضعوا تواريخ ربما وقع فيها شيء من ذلك على أن الفلتات من الأنفس ولا يدعى العصمة منها فإنه ربما حدث غضب لمن هم من أهل التقوى فبدرت منه بادرة اللفظ وقد ذكر أبو عمر بن عبد البر الحافظ أمورا كثيرة عن أقوام من