المراد بالوطن الجنة فإنها المسكن الأول لأبينا آدم على خلاف فيه أنه خلق فيه أو دخل بعدما تكمل وأتم أو المراد به مكة فإنها أم القرى وقبلة العالم أو الرجوع إلى الله تعالى على طريقة الصوفيين فإنه المبدأ والمعاد كما يشير إليه قوله تعالى * ( وأن إلى ربك المنتهى ) * أو المراد به الوطن المتعارف لكن بشرط أن يكون سبب حبه صلة أرحامه وإحسانه إلى أهل بلده من فقرائه وأيتامه ثم التحقيق أنه لا يلزم من كون الشيء علامة له اختصاصه به مطلقا بل يكفي غالبا ألا ترى إلى حديث حسن العهد من الإيمان وحب العرب من الإيمان مع أنهما يوجدان في أهل الكفران والله المستعان 165 - حديث : حب الهرة موضوع كما قاله الصغاني وغيره وقد بسطت عليه بعض الكلام في رسالة مستقلة لتحقيق المرام والصحيح في تقديره من خصال أهل الإيمان وهو لا ينافي ما