نام کتاب : الأذكار النووية نویسنده : النووي جلد : 1 صفحه : 373
كراهة فيه ، بل هو مستحب ، وقد تظاهرت الأحاديث الصحيحة به ، وكذلك الحديث للغدر والأمور العارضة لا بأس به ، وقد اشتهرت الأحاديث بكل ما ذكرته ، وأنا أشير إلى بعضها مختصرا ، وأرمز إلى كثير منها . 1123 - روينا في " صحيحي البخاري ومسلم " عن أبي برزة رضي الله عنه أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) كان يكره النوم قبل العشاء [1] والحديث بعدها . وأما الأحاديث بالترخيص في الكلام للأمور التي قدمتها فكثيرة . 1124 - فمن ذلك حديث ابن عمر في " الصحيحين " : أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) صلى العشاء في آخر حياته ، فلما سلم قال : " أرأيتكم ليلتكم هذه ، فإن على رأس مئة سنة لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض اليوم أحد " . 1125 - ومنها حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ، في " صحيحيهما " : أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أعتم بالصلاة حتى ابهار الليل ، ثم خرج رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فصلى بهم ، فلما قضى صلاته قال لمن حضره : على رسلكم أعلمكم ، وأبشروا أن من نعمة الله عليكم أنه ليس من الناس أحد يصلي هذه الساعة غيركم " أو قال : " ما صلى أحد هذه الساعة غيركم " . 1126 - ومنها حديث أنس في " صحيح البخاري " : " أنهم انتظروا النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فجاءهم قريبا من شطر الليل ، فصلى بهم : يعني العشاء ، قال : ثم خطبنا فقال : ألا إن الناس قد صلوا ثم رقدوا ، وإنكم لن تزالوا في صلاة ما انتظرتم الصلاة " . 1127 - ومنها حديث ابن عباس رضي الله عنهما في مبيته في بيت خالته ميمونة قوله : إن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) صلى العشاء ، ثم دخل فحدث أهله ، وقوله : " نام الغليم ؟ " . 1128 - ومنها حديث عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما في قصة أضيافه واحتباسه عنهم حتى صلى العشاء ، ثم جاء وكلمهم ، وكلم امرأته وابنه وتكرر كلامهم ، وهذان الحديثان في " الصحيحين " ، ونظائر هذا كثيرة لا تنحصر ، وفيما ذكرناه أبلغ كفاية ، ولله الحمد . فصل : يكره أن تسمى العشاء الآخرة العتمة ، للأحاديث الصحيحة المشهورة في ذلك ويكره أيضا أن تسمى المغرب عشاء .
[1] أي قبل صلاتها لأنه قد يكون سببا لفوات وقتها فيؤخرها عن وقتها المختار ، ولئلا يتساهل الناس في ذلك فينامون عن صلاتها جماعة .
نام کتاب : الأذكار النووية نویسنده : النووي جلد : 1 صفحه : 373