نام کتاب : الأذكار النووية نویسنده : النووي جلد : 1 صفحه : 358
قلت : روي أهلكهم برفع الكاف وفتحها ، والمشهور الرفع ، ويؤيده أنه جاء في رواية رويناها في " حلية الأولياء " في ترجمة سفيان الثوري : " فهو من أهلكهم " . قال الإمام الحافظ أبو عبد الله الحميدي في " الجمع بين الصحيحين " في الرواية الأولى ، قال بعض الرواة : لا أدري هو بالنصب أم بالرفع ؟ قال الحميدي : والأشهر الرفع ، أي : أشدهم هلاكا ، قال : وذلك إذا قال على سبيل الإزراء عليهم والاحتقار لهم وتفضيل نفسه عليهم ، لأنه لا يدري سر الله تعالى في خلقه ، هكذا كان بعض علمائنا يقول ، هذا كلام الحميدي . وقال الخطابي : معناه : لا يزال يعيب الناس ويذكر مساويهم ويقول : فسد الناس وهلكوا ونحو ذلك ، فإذا فعل ذلك فهو أهلكهم : أي أسوأ حالا فيما يلحقه من الإثم في عيبهم والوقيعة فيهم ، وربما أداه ذلك إلى العجب بنفسه ورؤيته أن له فضلا عليهم ، وأنه خير منهم فيهلك ، هذا كلام الخطابي فيما رويناه عنه في كتابه " معالم السنن " . 1088 - وروينا في سنن أبي داود رضي الله عنه قال : حدثنا القعنبي عن مالك عن سهل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة ، فذكر هذا الحديث ، ثم قال : قال مالك : إذا قال ذلك تحزنا لما يرى في الناس قال : يعني من أمر دينهم فلا أرى به بأسا ، وإذا قال ذلك عجبا بنفسه وتصاغرا للناس فهو المكروه الذي ينهى عنه . قلت : فهذا تفسير بإسناد في نهاية من الصحة ، وهو أحسن ما قيل في معناه ، وأوجزه ، ولا سيما إذا كان عن الإمام مالك رضي الله عنه . فصل : 1089 - روينا في سنن أبي داود بالاسناد الصحيح عن حذيفة رضي الله عنه عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال : " لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ، ولكن قولوا ما شاء الله ثم ما شاء فلان " . قال الخطابي وغيره : هذا إرشاد إلى الأدب ، وذلك أن الواو للجمع والتشريك ، و " ثم " للعطف مع الترتيب والتراخي ، فأرشدهم ( صلى الله عليه وسلم ) إلى تقديم مشيئة الله تعالى على مشيئة من سواه . وجاء عن إبراهيم النخعي أنه كان يكره أن يقول الرجل : أعوذ بالله وبك ، ويجوز أن يقول : أعوذ بالله ثم بك ، قالوا : ويقول : لولا الله ثم فلان لفعلت كذا ، ولا تقل : لولا الله وفلان . فصل : ويكره أن يقول : مطرنا بنوء كذا ، فإن قاله معتقدا أن الكوكب هو الفاعل هو كفر ، وإن قاله معتقدا أن الله تعالى هو الفاعل وأن النوء المذكور علامة لنزول
نام کتاب : الأذكار النووية نویسنده : النووي جلد : 1 صفحه : 358