نام کتاب : الأذكار النووية نویسنده : النووي جلد : 1 صفحه : 340
باب بيان ما يدفع به الغيبة عن نفسه
باب بيان ما يباح من الغيبة
رجلا لم يأتهم ، فقالوا : إنه ثقيل ، فقال إبراهيم : أنا فعلت هذا بنفسي حيث حضرت موضعا يغتاب فيه الناس ، فخرج ولم يأكل ثلاثة أيام . ومما أنشدوه في هذا المعنى : وسمعك صن عن سماع القبيح * كصون اللسان عن النطق به فإنك عند سماع القبيح * شريك لقائله فانتبه ( باب بيان ما يدفع به الغيبة عن نفسه ) إعلم أن هذا الباب له أدلة كثيرة في الكتاب والسنة ، ولكني اقتصر منه على الإشارة إلى أحرف ، فمن كان موفقا انزجر بها ، ومن لم يكن كذلك فلا ينزجر بمجلدات . وعمدة الباب أن يعرض على نفسه ما ذكرناه من النصوص في تحريم الغيبة ، ثم يفكر في قول الله تعالى : ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) [ ق : 18 ] وقوله تعالى : ( وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم ) [ النور : 15 ] . 1039 - وما ذكرناه من الحديث الصحيح " إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ما يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم " وغير ذلك مما قدمناه في " باب حفظ اللسان " " وباب الغيبة " ، ويضم إلى ذلك قولهم : الله معي ، الله شاهدي ، الله ناظر إلي . وعن الحسن البصري رحمه الله أن رجلا قال له : إنك تغتابني ، فقال : ما بلغ قدرك عندي أن أحكمك في حسناتي . وروينا عن ابن المبارك رحمه الله قال : لو كنت مغتابا أحدا لاغتبت والدي لأنهما أحق بحسناتي . ( باب بيان ما يباح من الغيبة ) إعلم أن الغيبة وإن كانت محرمة فإنها تباح في أحوال للمصلحة . والمجوز لها غرض صحيح شرعي لا يمكن الوصول إليه إلا بها ، وهو أحد ستة أسباب . الأول : التظلم ، فيجوز للمظلوم أن يتظلم إلى السلطان والقاضي وغيرهما ممن له ولاية أو له قدرة على إنصافه من ظالمه ، فيذكر أن فلانا ظلمني ، وفعل بي كذا ، وأخذ لي كذا ، ونحو ذلك . الثاني : الاستعانة على تغيير المنكر ورد العاصي إلى الصواب ، فيقول لمن يرجو قدرته على إزالة المنكر : فلان يعمل كذا فازجره عنه ، ونحو ذلك ، ويكون مقصوده التوصل إلى إزالة المنكر ، فإن لم يقصد ذلك كان حراما .
نام کتاب : الأذكار النووية نویسنده : النووي جلد : 1 صفحه : 340