responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأذكار النووية نویسنده : النووي    جلد : 1  صفحه : 316


باب وعظ الإنسان من هو أجل منه

باب الأمر بالوفاء بالعهد والوعد

ما تعطينا الجزل ، ولا تحكم فينا بالعدل ، فغضب عمر رضي الله عنه حتى هم أن يوقع به ، فقال له الحر : يا أمير المؤمنين إن الله تعالى قال لنبيه ( صلى الله عليه وسلم ) : ( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ) [ الأعراف : 199 ] وإن هذا من الجاهلين ، والله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه ، وكان وقافا عند كتاب الله تعالى .
( باب وعظ الإنسان من هو أجل منه ) 957 - فيه حديث ابن عباس في قصة عمر رضي الله عنه في الباب قبله .
إعلم أن هذا الباب مما تتأكد العناية به ، فيجب على الإنسان النصيحة ، والوعظ ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر لكل صغير وكبير إذا لم يغلب على ظنه ترتب مفسدة على وعظه ، قال الله تعالى : ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) [ النحل : 125 ] . وأما الأحاديث بنحو ما ذكرنا فأكثر من أن تحصر .
وأما ما يفعله كثير من الناس من إهمال ذلك في حق كبار المراتب ، وتوهمهم أن ذلك حياء ، فخطأ صريح ، وجهل قبيح ، فإن ذلك ليس بحياء ، وإنما هو خور ومهانة وضعف وعجز ، فإن الحياء خير كله ، والحياء لا يأتي إلا بخير ، وهذا يأتي بشر ، فليس بحياء ، وإنما الحياء عند العلماء الربانيين ، والأئمة المحققين ، خلق يبعث على ترك القبيح ، ويمنع من التقصير في حق ذي الحق ، وهذا معنى ما رويناه عن الجنيد رضي الله عنه في " رسالة " القشيري ، قال : الحياء رؤية الآلاء ، ورؤية التقصير ، فيتولد بينهما حالة تسمى حياء .
وقد أوضحت هذا مبسوطا في أول " شرح صحيح مسلم " ، ولله الحمد ، والله أعلم .
( باب الأمر بالوفاء بالعهد والوعد ) قال الله تعالى : ( وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ) [ النحل : 11 ] وقال تعالى :
( يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود ) [1] [ المائدة : 1 ] وقال تعالى : ( وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا ) [ الإسراء : 34 ] . والآيات في ذلك كثيرة ، ومن أشدها قوله



[1] العقود جمع عقد : وهو ما التزمه الانسان من مطلوب شرعي ، وهو عام يندرج تحته ما ربطه الانسان على نفسه أو مع صاحب له مما يجوز شرعا .

نام کتاب : الأذكار النووية نویسنده : النووي    جلد : 1  صفحه : 316
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست