نام کتاب : الأذكار النووية نویسنده : النووي جلد : 1 صفحه : 274
790 - وروينا في كتاب ابن السني بإسناد فيه رجل لم أتحقق حاله [1] وباقي إسناده صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا عطس أحدكم فليشمته جليسه ، وإن زاد على ثلاثة فهو مزكوم ، ولا يشمت بعد ثلاث " . واختلف العلماء فيه ، فقال ابن العربي المالكي : قيل : يقال له في الثانية : إنك مزكوم ، وقيل : يقال له في الثالثة ، وقيل : في الرابعة ، والأصح أنه في الثالثة . قال : والمعنى فيه أنك لست ممن يشمت بعد هذا ، لأن هذا الذي بك زكام ومرض ، لا خفة العطاس . فإن قيل : فإذا كان مرضا ، فكان ينبغي أن يدعى له ويشمت ، لأنه أحق بالدعاء من غيره ؟ فالجواب أنه يستحب أن يدعى له لكن غير دعاء العطاس المشروع ، بل دعاء المسلم للمسلم بالعافية والسلامة ونحو ذلك ، ولا يكون من باب التشميت . فصل : إذا عطس ولم يحمد الله تعالى ، فقد قدمنا أنه لا يشمت ، وكذا لو حمد الله تعالى ولم يسمعه الإنسان لا يشمته ، فإن كانوا جماعة فسمعه بعضهم دون بعض ، فالمختار أنه يشمته من سمعه دون غيره . وحكى ابن العربي خلافا في تشميت الذين لم يسمعوا الحمد إذا سمعوا تشميت صاحبهم ، فقيل : يشمته ، لأنه عرف عطاسه وحمده بتشميت غيره ، وقيل : لا ، لأنه لم يسمعه . واعلم أنه إذا لم يحمد أصلا يستحب لمن عنده أن يذكره الحمد ، هذا هو المختار . وقد روينا في " معالم السنن " للخطابي نحوه عن الإمام الجليل إبراهيم النخعي ، وهو من باب النصيحة والأمر بالمعروف ، والتعاون على البر والتقوى ، وقال ابن العربي :
[1] قال الحافظ في الفتح : الرجل المذكور هو سليمان بن أبي داود الحراني ، والحديث عندهما من رواية محمد بن سليمان عن أبيه ، ومحمد موثق ، وأبوه بقال له : الحراني ، ضعيف ، قال فيه النسائي : ليس بثقة ولا مأمون .
نام کتاب : الأذكار النووية نویسنده : النووي جلد : 1 صفحه : 274