نام کتاب : الأذكار النووية نویسنده : النووي جلد : 1 صفحه : 230
656 - وروينا في " صحيح مسلم " أيضا عن حذيفة رضي الله عنه ، قال : " كنا إذا حضرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما لم نضع أيدينا حتى يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيضع يده ، وإنا حضرنا معه مرة طعاما ، فجاءت جارية كأنها تدفع ، فذهبت لتضع يدها في الطعام فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدها ، ثم جاء أعرابي كأنما يدفع ، فأخذ بيده ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الشيطان يستحل الطعام أن لا يذكر اسم الله عليه ، وأنه جاء بهذه الجارية ليستحل بها ، فأخذت بيدها ، فجاء الأعرابي ليستحل به ، فأخذت بيده ، والذي نفسي بيده إن يده في يدي مع يدهما " ثم ذكر اسم الله تعالى وأكل . 657 - وروينا في " سنن أبي داود والنسائي " عن أمية بن مخشي الصحابي رضي الله عنه قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ورجل يأكل ، فلم يسم حتى لم يبق من طعامه إلا لقمة ، فلما رفعها إلى فيه قال : بسم الله أوله وآخره ، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال : ما زال الشيطان يأكل معه ، فلما ذكر اسم الله استقاء ما في بطنه " . قلت : مخشي ، بفتح الميم وإسكان الخاء وكسر الشين المعجمتين وتشديد الياء ، وهذا الحديث محمول على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعلم تركه التسمية إلا في آخر أمره ، إذ لو علم ذلك لم يسكت عن أمره بالتسمية . 658 - وروينا في كتاب الترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل طعاما في ستة من أصحابه ، فجاء أعرابي فأكله بلقمتين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أما إنه لو سمى لكفاكم " قال الترمذي : حديث حسن صحيح . 659 - وروينا عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من نسي أن يسمي على طعامه فليقرأ : قل هو الله أحد ، إذا فرغ " . قلت : أجمع العلماء على استحباب التسمية على الطعام في أوله ، فإن ترك في أوله عامدا أو ناسيا أو مكرها أو عاجزا لعارض آخر ثم تمكن في أثناء أكله ، استحب أن يسمي ، للحديث المتقدم ، ويقول : 660 - بسم الله أوله وآخره ، كما جاء في الحديث . والتسمية في شرب الماء واللبن والعسل والمرق وسائر المشروبات كالتسمية في الطعام في جميع ما ذكرناه . قال العلماء من أصحابنا وغيرهم : ويستحب أن يجهر بالتسمية ليكون فيه تنبيه لغيره على التسمية وليقتدى به في ذلك ، والله أعلم .
نام کتاب : الأذكار النووية نویسنده : النووي جلد : 1 صفحه : 230